بين ألاطباء وتفشي الوباء ضاع الشفاء
30-أكتوبر-2021

في زمن الانقلابات والانفلاتات الاجتماعية التي أطاحت بآخر قلاع المهن الإنسانية، لينافس الطبيب مهنة القصابة، والصيدلاني محال (البنجرجي) الشاخص قبال صيدليته، بل زادوا على تلك المهن، بفرض أسعار مبالغ فيها بشكل كبير..
وكما يقول المثل الشائع: (يذبحون بالكَطنه)..
أسعار باهضة، وأضعاف مضاعفة على أسعار الادوية الحقيقية، فمن غير المعقول ثمن الاستيراد لدواء معين (ألف دينار عراقي)، يباع (بخمسة وعشرون ألف دينار)، بحجة مواد تجارية، في حين وضع ديننا الحنيف، زيادة الربّح على المسلم إذ زاد ذلك الربح على مقدار الحاجة إليه باضعاف كبيرة من المكروهات.. ومسلمات التجارة قد تصل الى ضعف قيمة المادة المباعة، لكن تجار المهن الصحية، ضربوا رقما قياسيا عالميا بالجشع، وأمسوا مافيات طبية بـ (قط المكاريد) المرضى، الذين يضطرون للاستدانة لمعالجة عللهم وأوجاعهم ، هاربين من سوء الخدمات بالمستشفيات الحكومية، ليقعوا فريسة ولقمة سائغة للتجارة بأرواح البشر.
ولابد من تدخل الدوائر الحكومية المعنية لتسعيرة الادوية، وفرض رقابة صارمة على إستيرادها ، كما معمول بها سابقا، أضافة لوضع تسعيرة ملائمة لكشفية الاطباء تراعي الظروف المعيشية للمواطنين، خصوصا الكثير من العوائل تشكوا من قلة فرص العمل، وبطالة متفشية بين الشباب، وغلاء فاحش بعد خفض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار .
وبات شعار (مصائب قوم عند قوم فوائد) معتمدا في أروقة المستشفيات الاهلية، وسنة معمول بها بالمختبرات الخاصة، وبالتالي الفوائد المالية الضخمة التي تدخل جيوب تلك الفئات، على حساب أرواح قوم الفقراء وحياة عشيرة المساكين، إعمت صفة الإنسانية وإغتالت الرحمة من قلوب من يتصفون بالمهن الإنسانية سابقا، وصفة تجار البشر حاليا، مع إحترامنا للشرفاء منهم .