بينها ألف محاولة فاشلة العراق.. نحو 750 حالة انتحار منذ مطلع العام 2021
14-ديسمبر-2021

قد يشهد العام الحالي أرقاماً مرتفعة جديدة في حالات الانتحار في العراق، استناداً إلى رصد الدوائر الأمنية 750 واقعة منذ مطلع العام 2021.
ويشير المراقبون إلى أن الأرقام الحقيقية أضعاف المعلنة، لأن أغلبية واضحة من الحالات لا يتم إعلانها أو الكشف عنها من جانب الأهل، لما لذلك من تأثير على العائلة في الأوساط الاجتماعية، كذلك لأن الانتحار في الكثير من الحالات، خصوصا بالنسبة للفتيات الصغيرات نسبيا، يكون نتيجة ظروف عائلية قاهرة يتم التكتم عليها.
عطل "سـ، صـ" عمله منذ 3 شهور، حتى يجلس في منزله في بغداد يراقب عن قرب سلوك ولده الذي فشل في الانتحار أكثر من مرة خشية تكرار ذلك.
وحاول الابن الثاني له، لعائلة مكونة من أربعة أنفار، شنق نفسه داخل غرفته قبل عام، ولكن تداركته والدته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكنه عاد مجدداً بعد بضعة شهور باستخدام عقاقير سمية لم يكتب لها أن تنهي حياته.
تلك واحدة من حالات بدأت تتصاعد خلال العقد الأخير في العراق وتضرب بفواجعها بين الحين والآخر العشرات من العوائل والتي غالبا ما تبوب على أنها حوادث انتحار بدوافع العوز والفقر والاضطراب النفسي.
مسؤول أمني تحدث لكل الأخبار عن أرقام الوفيات المرتبطة بالانتحار، قائلاً إن " إنها "تتجاوز 750 في مقابل 644 العام الماضي، و520 عام 2019، مشيراً إلى أن "معدلات الانتحار المتصاعدة ترتبط في شكل رئيسي بالفقر المنتشر في مدن ومناطق واسعة، والشعور بانعدام الأمل في تغيير الوضع العام السائد".
وأوضح أن "ألف محاولة انتحار على الأقل فشلت أو جرى إحباطها من الأهل أو أجهزة الأمن أو الأطباء"، مرجحاً أن "الرقم المتوفر قد يكون أكبر، لان حالات انتحار كثيرة سجلها الأهل باعتبارها نتجت من وفاة طبيعية، من دون إحضار الضحايا إلى المستشفى لإخضاعهم للفحص اللازم".
وعموماً، يشكك مراقبون في دقة أية أرقام تصدر عن الحكومة، ولا يستبعدون أن تكون حالات الانتحار ضعف المعلن لأسباب عدة أولها ضعف الإجراءات الحكومية لتوثيق الحوادث والتي تشمل الوزارات ومراكز الشرطة ودوائر الصحة، وطبيعة المجتمع الذي يتكتم على الحالات ويتعامل معها انطلاقاً من قيود العادات والتقاليد العشائرية.
واعتبر مراقبون أن الإحصاء الأحدث من نوعه هذا العام "غير دقيق"، مشيرين إلى وقوع عمليات انتحار في قرى وأرياف بعيدة عن مراكز المدن، يتم التعامل معها من قبل ذوي الضحية ولا تنقل إلى المستشفيات لتوثيقها، ويجري دفن المنتحرين مباشرة، خصوصاً في المناطق القبلية.