بينها الوساطة بين الرياض وطهران زيارة السوداني إلى إيران.. فرصة لمناقشة ملفات داخلية وإقليمية عدة
28-نوفمبر-2022

زيارة السوداني إلى طهران ستكون فرصة لمناقشة عدة ملفات داخلية واقليمية أبرزها استهداف الأراضي العراقية، وقضايا استرداد الأموال المهربة، إلى جانب قضايا المياه وقطع الأنهر الواصلة للعراق، وكذلك الوساطة التي تقودها بغداد بين السعودية وإيران.
ويقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية، عامر الفايز، إن “زيارة السوداني إلى طهران تأتي ضمن جولته الخارجية لعدد من دول المنطقة والعالم، وهذه الجولة تهدف إلى الحصول على الدعم الدولي على كافة المستويات، خصوصا المتعلقة بجهود العراق بمحاربة الإرهاب والفساد والإعمار واسترجاع أموال العراق المهربة وغيرها من الملفات التي يحتاج العراق فيها إلى تعاون دولي”.
ويتابع الفايز أن “السوداني سيركز خلال زيارته طهران على الملف الأمني، وخصوصا المتعلق بالقصف الإيراني على الأراضي العراقية، وكذلك تواجد أحزاب معارضة لإيران داخل إقليم كردستان، كما سيؤكد أن العراق يرفض استخدام أراضيه للاعتداء على أي دولة جارة، وسيبحث هذا الملف بشكل معمق، وكذلك موضوع تأمين وضبط الحدود بين البلدين”.
ويشير إلى أن “ملف الوساطة العراقية ما بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يكون غائبا عن السوداني خلال زيارته طهران، إضافة إلى الملفات الاقتصادية المشتركة بين البلدين المتعلقة بقضية الربط السككي وغيرها من الملفات الخاصة بقضية التبادل التجاري، وكذلك استيراد الغاز الإيراني”.
ومن المفترض أن يتوجه السوداني إلى طهران، اليوم، تلبية لدعوة وجهت إليه قبل يومين من قبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
ووفقا لمساعد مدير مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي، سيكون رئيسي في استقبال السوداني، في مجمع سعد آباد الثقافي والتاريخي بطهران، مبينا أن السوداني سيعقد اجتماعات رسمية خلال هذه الزيارة التي تستغرق يوما واحدا.
جدير بالذكر، أن العراق يقود جولات وساطة بين السعودية وإيران، وعقدت 5 جولات لغاية الآن في بغداد بين ممثلي الدولتين، فيما أكد وزير الخارجية فؤاد حسين في أيلول سبتمبر الماضي، سعي العراق لعقد مزيد من جولات الحوار للتوصل إلى حسم الخلافات بين البلدين.
يشار إلى أنه خلال الشهر الحالي كثفت إيران من استهدافها للأراضي العراقية، وأثار هذا الملف لغطا كبيرا، حيث تستهدف مقار الأحزاب الكردية المعارضة لها في إقليم كردستان، ما دفع العراق إلى إدانة هذا القصف والتأكيد على احترام السيادة، كما طرح هذا الملف للنقاش خلال الزيارات المتكررة لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى بغداد.
من جانبه، يفيد المحلل السياسي كاظم الحاج، بأن “زيارة السوداني إلى طهران جاءت وفق دعوة وجهت له من الرئيس الإيراني، وتبادل الزيارات بين دول المنطقة، وخصوصا إيران، أمر طبيعي وله أهمية على مختلف الملفات المشتركة بين البلدين”.
ويضيف الحاج أن “السوداني سيحمل الكثير من الملفات معه إلى طهران، بعضها أمنية وأخرى اقتصادية، وبعضها سياسية تتعلق بقضايا المنطقة والعالم، والعراق وإيران كانا يعملان دائما على دراسة هذه الملفات خلال جميع الحكومات العراقية السابقة، والعلاقة بين بغداد وطهران لن تتغير على الرغم من تغير الحكومات، فموقف طهران الداعم للعراق ما زال كما هو”.
ويلفت إلى أن “توقيع اتفاقيات اقتصادية جديدة بين العراق وإيران أمر وارد خلال زيارة السوداني المرتقبة لطهران، ويبقى هذا الأمر مرهونا بالحوارات التي ستجري ما بين السوداني وفريقه الحكومي والمسؤولين الإيرانيين”.