
خاص / كل الاخبار
شهدت محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق تظاهرات سلمية للمطالبة برواتبهم ومنع الاستقطاعات والقضاء على الفساد.
ويشير مراقبون إلى إن الدافع الحقيقي وراء التظاهرات الأخيرة في محافظة السليمانية باقليم كردستان، هو الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الإقليم منذ سنوات، جزء منها بسبب الخلافات بين أربيل وبغداد على حصة الإقليم من الموازنة، وأيضا حصة الإقليم من معاشات موظفي الإقليم التي تأتي من بغداد وكذلك بسبب انخفاض سعر النفط.
وإن استمرار عمليات الفساد بشكل واسع في العراق وفي الإقليم، وعدم تحقيق تطور في المسعى الذي أعلنته الحكومة والبرلمان في الإقليم بأنهم شرعوا قانون الإصلاحات، لكن إلى الآن لم يشعر المواطن والموظف الكردستاني، هذه أيضا أسباب وراء التظاهرات.
وأكد مراقبون أن النخب الكردية المثقفة والكادحة تجاوزت حد الخوف؛ فلم تتوقف حركتهم مع إطلاق الرصاص عليهم، واستعمال القوات الأمنية انواع الأسلحة المختلفة؛ مما يعني أنّ عهدًا كرديًا جديدًا بدأ فيه الجمهور ينتفض على (أحزاب الأُسر الإقطاعية والرأسمالية)، بسبب تنامي الفساد الذي ضرر الدخل اليومي للفرد، ومع ارتهان مصير الأمن الاقتصادي بيد الطبقة الحاكمة البرزانية التي تتحمل المساحة الكبرى في رفض الجمهور الكردي لهم.
موظفي الإقليم بحالة اقتصادية صعبة
أكد المحلل السياسي الكردي آزاد الجاف لـ (كل الاخبار) إن "موظفي الإقليم يعيشون حالة اقتصادية صعبة أثرت على كل مناحي حياتهم بشكل عام، لذلك خرجوا في تظاهرات كنوع من الضغط المدني على الأحزاب السياسية المشاركة في حكومة الإقليم وطالبوا بإجراءات سريعة من أجل صرف المعاشات في وقتها وإلغاء اقتطاع نسبة من معاشات ومرتبات الموظفين، هذه هى الأسباب التي دفعت الناس للخروج في تظاهرات بعدة مناطق في السليمانية".
أزمة كبيرة
وأشار المحلل السياسي باسم الكعبي لـ(كل الاخبار) إلى أنه "إذا استمرت الأوضاع كما هى لفترة قادمة قال جوهر، لا إذا ما استمر الوضع الاقتصادي الصعب في العراق وخصوصا مع بداية العام الجديد والموازنة الجديدة والأزمة التي ستواجه الحكومة الاتحادية في صرف معاشات موظفيها، وأرى أن العراق بشكل عام يواجه أزمة كبيرة تحتاج إلى التعاون بين الحكومة الاتحادية والإقليم لوضع سياسة جديدة لحل المشاكل بمشاركة الإقليم في توفير الموازنة الاتحادية.
صراع الحكومات
وأضاف الكعبي أن " المسؤولية تقع على الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في الوقت نفسه، لأنهما لم ينجحا في ترسيخ الشراكة السياسية في ظل صراع المصالح والمغانم والروح الطائفية والقبلية السائدة في العقلية الحاكمة في كلا الطرفين، وبدلاً من الشراكة التي تنتج التنمية والنهضة، يسود التصارع والانقسام والفساد.
ويطالب المتظاهرون بإصلاح النظام في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالإقليم مع الخلافات مع الحكومة الاتحادية في بغداد على الحصة المالية المخصصة وبيع النفط غير الشرعي وعدم تسليم واردات النفط، والمنافذ".