ثالث دولة خليجية... ما وراء زيارة الكاظمي إلى الكويت: ليست لها علاقة بمؤتمر القمة
22-أغسطس-2021

الكويت ثالث دولة خليجية يزورها رئيس وزراء مصطفى الكاظمي، بعد أن أجرى، في أبريل الماضي، زيارتين إلى السعودية والإمارات، تشير إلى اهتمام الرجل المحسوب على محور الولايات المتحدة بتمتين ارتباط العراق بالخليج.
الزيارة تتعلق بالمنافع الاقتصادية التي يمكن أن يجنيها العراق من الكويت، وتمكين الاستثمارات الكويتية من الدخول إلى السوق التجاري العراقي، وأداء دور فعال في التنمية المستدامة والاستثمار الصناعي والتجاري.
كما تهدف الزيارة "لمناقشة سبل تنمية التجارة البينية بين البلدين، في ظل وجود رغبة حقيقية لتنمية التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة والمجالات.
قمة دول الجوار
زيارة الكاظمي للكويت تسبق موعد قمة مهمة تعقدها بغداد، نهاية شهر أغسطس 2021، أطلقت عليها بغداد "قمة دول الجوار"، في إشارة إلى دول جوار العراق، وهي ست دول تشمل السعودية والكويت والأردن وسوريا وتركيا وإيران، لكن الحكومة العراقية لم توجه دعوة إلى النظام السوري.
القمة التي من المتوقع أن تكون رفيعة وجه العراق دعوات إلى دول أخرى غير مجاورة لحضورها، مثل مصر وقطر والإمارات، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا.
كذلك وجهت بغداد دعوات إلى مؤسسات دولية، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لحضور القمة؛ وهي محاولة من حكومة الكاظمي لاستعادة الدور العربي والإقليمي لبغداد.
وسبق للعراق أن استضاف قمة ثلاثية جمعته مع مصر والأردن، في يونيو الماضي، وناقشت مواضيع اقتصادية تتعلق بالربط الكهربائي والسككي والتعاون التجاري والزراعي، بالإضافة إلى التعاون الثقافي والتعليمي، وجوانب أخرى.
ويرى مراقبون أن زيارة الكاظمي للكويت ليست لها علاقة بمؤتمر القمة المزمع إقامتها في بغداد نهاية الشهر الجاري، إنما "لأسباب اقتصادية تتعلق بتشجيع الطرف الكويتي على الاستثمار في العراق".
دعم خليجي
في أبريل الماضي، أجرى الكاظمي زيارته الأولى منذ تسلمه منصبه، في أبريل 2020، إلى كل من السعودية والإمارات، ويبدو من تحركات الكاظمي أنه يراهن على الدعم الخليجي لبلاده.
في السعودية التي زارها تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، أعلن اتفاق سعودي عراقي لتأسيس صندوق مشترك يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار.
واتفق الجانبان على "التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي".
وجاءت زيارة الكاظمي للسعودية بعد إعادة فتح معبر عرعر الحدودي للمرة الأولى بين البلدين بشكل رسمي، في نوفمبر 2020، بعد إغلاقه عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت إبان عهد صدام حسين.
وفي الإمارات حيث استقبله بحفاوة بالغة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، أعلن عن استثمار مبلغ ثلاثة مليارات دولار في العراق، في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وخلق فرص جديدة للتعاون والشراكة.
تحديات داخلية
ليس خافياً أن العراق يواجه تحديات داخل الحكومة والجهات الأمنية والبرلمان؛ وهو ما تكشف عنه باستمرار الأخبار والتقارير التي تنقلها وسائل إعلام عراقية.
كما تفيد هذه المصادر بأن جهات متنفذة داخل هذه المؤسسات تمنع عودة العراق إلى الحضن العربي، في مقابل إضعاف النفوذ الإيراني المتغلغل داخل الدولة، وهو ما يشير إليه مراقبون أيضاً.
ووفق المراقبين كذلك، فإن أي ابتعاد عن طهران من قبل العراق سيكون له تأثير سيئ على اقتصاد إيران، التي تملك النسبة العليا من الوجود في السوق العراقية، في حين أن طهران تمارس نفوذاً بالعراق من خلال المليشيات العراقية المسلحة الموالية لطهران.
ووصل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم أمس الأحد، إلى دولة الكويت على رأس وفد حكومي رفيع، حيث التقى رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، ونظيره الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح.
وشكل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لجنة سياسية عليا للتفاوض بشأن الملفات العالقة مع دولة الكويت، وذلك خلال ترؤسه مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، المباحثات الموسعة بين وفدي البلدين.