حصيلة مروعة: آلاف الحالات عقب حادثة مريم.. دعوات لتفعيل إستراتيجية لمناهضة العنف
20-ديسمبر-2021

يمثل العنف ضد النساء واحدا من اهم التحديات التي تواجه الجهود الرامية لتحسين واقع المرأة وتمكينها في العراق، لغياب الوعي والفهم المعمق للعوامل والأسباب الجذرية له، لدى النساء وصناع القرار وواضعي السياسات بمناهضة العنف ضد المرأة.
ورأى مراقبون أن استمرار الحروب وانتشار الإرهاب والتطرف، وغلبة الأعراف العشائرية على المنظومة القانونية، أسهمت في ارتفاع مستويات العنف الجسدي والجنسي وبروز ظواهر وممارسات ضارة قائمة على التمييز وعدم المساواة، التي تعززت وتداخلت مع الموروث الاجتماعي والثقافي.
وإن استمرار الأزمات وضعف المنظومة القانونية أمام الأعراف سببا أيضا في ازدياد هذه الظاهرة، وهذا ما مهّد الطريق لعدم الإفصاح عن حالات كثيرة للعنف ضد النساء، بسبب وصمة العار الاجتماعية، والخوف من الرد على العنف، بحسب مراقبون.
مديرة دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء يُسرى كريم ترى في تفعيل إستراتيجية مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضرورة ماسة، بالتنسيق مع الوزارات المعنية وتحديدا وزراتي الداخلية والصحة ومجلس القضاء الأعلى، فضلا عن التعامل بجدّية مع القضايا المتكررة في حالات العنف بالتعاون مع مجلس القضاء الأعلى.
وترى يسرى أن إعادة العمل بالمحاكم الخاصة بالأسرة والمعنية بمتابعة القضايا الأسرية لمراعاة الخصوصية وتحديدا المرأة من أهم الخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية، فضلا عن إطلاق الخطة الوطنية الثانية لقرار مجلس الأمن الدولي 1325، لمعالجة هذه الظاهرة التي بدأت تستفحل أكثر يوما بعد آخر.
وتعليقا منها على عدم إبلاغ كثير من النساء عن حالات عنف يتعرضنّ لها، تؤكد مديرة الدائرة ضرورة تشجيع المرأة على هذه الخطوة بتفعيل الخطوط الساخنة بالتعاون مع وزارة الداخلية والمضي بمراجعة مسودة قواعد السلوك الخاصة بقوى الأمن الداخلي بإضافة مادة جديدة هي "المرأة والعدالة الجنائية"، بالتعاون مع المديريات المعنية في وزارة الداخلية.
وفي سياق ذلك، قال أحد المسؤولين الأمنيين إن تزايد ظاهرة العنف ضد المرأة في العراق يدل على أن المجتمع يُعاني أزمات نفسية كبيرة، وأن الضغوط التي فرضتها أوضاع البلد في السنوات الماضية من فقدان للأمن وما رافقه من موجات هجرة ونزوح، إلى جانب البطالة المرتفعة والضغوط الاقتصادية وغيرها، كلها أسباب تركت ظلالها السوداء على نفسية المواطن، وهذا ما نسجله بأغلب الحالات التي تردنا".
وأضاف أن انتشار المخدرات والإصابة بالاكتئاب والقلق كلها عوامل تدفع إلى سلوك عدواني خصوصا مع المقربين، فازدادت بذلك معدلات تعنيف النساء، مؤكدا حاجة البلد إلى عيادات نفسية متنقلة، وإلى قوانين صارمة، فضلًا عن دورات توعية مكثفة، ويسبق كل ذلك الاستقرار الأمني والاقتصادي".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بحادثة الشابة مريم، حيث سكب أحد الأشخاص مادة "التيزاب" على وجهها، مما تسبب بتشوهات لها، وسط دعوات لإنزال أقسى العقوبات بحق الجاني