ردود مباشرة وتطور خطير ... أزمة "تقدم" تشعل خلافات البيت السني: ولاية أخيرة للحلبوسي
18-يناير-2023

خلافات البيت السني وتحديدا داخل حزب رئيس مجلس النواب والصراع على النقوذ قد تطيح بالحلبوسي من كرسي رئاسة البرلمان العراقي.
على الرغم من خلافات البيت السني بين تحالف “تقدم” الذي يقوده رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي وباقي الكتل السنية إلا أنه كان مسيطر عليه سياسياً قبل أن ينتقل إلى وسائل الإعلام بشكل مكشوف بعد قرار الحلبوسي إنهاء عضوية النائب ليث الدليمي في البرلمان.
وجاء إنهاء عضوية الدليمي من قبل الحلبوسي بعد انتقال الأول إلى تحالف “عزم” الذي يتزعمه النائب مثنى السامرائي ويضم عدد من الشخصيات السنية المؤثرة، الأمر الذي دفع رئيس البرلمان إلى الموافقة على استقالة سابقة للدليمي قدمت قبل أكثر من عام لإنهاء عضويته.
ردود مباشرة
أدى هذا القرار إلى ردود فعل مباشرة تمثلت ببيانات تدين الحلبوسي والتي كان أولها من حليفه السابق في صلاح الدين، رئيس كتلة “الجماهير” أحمد الجبوري الملقب “أبو مازن”.
وقال في “تغريدة” على “تويتر”، إن “مجلس النواب سلطة تشريعية لا مقراً حزبياً للتسقيط السياسي والانتقام الشخصي الذي فضحته طريقة تمرير استقالة النائب ليث الدليمي”.
وأضاف “لن نسمح بمصادرة القرار البرلماني بجرة قلم نرجسي”.
معتبراً أن “مصادرة حقوق النواب انتقاص خطير لهيبة السلطة التشريعية وسابقة خطيرة تهدد النظام السياسي”.
وأكد حزب “تقدم” الذي يقوده الحلبوسي أن القرار كان قانونياً وتم بناء على استقالة النائب ليث الدليمي المقدمة إلى رئاسة مجلس النواب العراقي.
أزمة “تقدم” تشعل خلافات البيت السني
ويبدو أن المشاكل داخل حزب رئيس مجلس النواب لم تنته عند التصعيد مع باقي الكتل السنية بل بانسحابات وانشقاقات جديدة عنه حيث أعلن النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي، انسحابه من حزب تقدم “لأسباب جوهرية تتعلق بالجانب السياسي واستحقاقات محافظة ديالى،
كاشفاً أنه “سيقود مشروعاً سياسياً وطنياً يضم نخبة سياسية وشخصيات مجتمعية لإعادة استحقاقات محافظة ديالى التي سُلبت حقوقها والنهوض بها بعيداً عن المزايدات والمناكفات السياسية المفتعلة”.
غير أن المكتب الإعلامي لتحالف “تقدم” أشار في بيان أن الدهلكي طالب التحالف بالحصول على رئاسة لجنة النزاهة النيابية وهدد بالانسحاب في حال لم يحصل عليها، وحيث لم يتسن ذلك بناء على قرار قيادة الحزب ونوابه عدم الموافقة على طلبه.
وبحسب البيان أن “الدهلكي طالب بترشيح سكرتيره السيد فادي محمد ياسين لمنصب نائب محافظ ديالى، وحيث أن قيادة وأعضاء الحزب في ديالى لم تجد في الشخص المذكور المؤهلات التي ترشحه لهذا المنصب، مع وجود العديد من الشخصيات والكفاءات الأخرى في المحافظة مؤهلة لشغل هذا الموقع”.
اجتماع متوتر
وكشف النائب المقال من قبل المحكمة الاتحادية مشعان الجبوري عن حدوث توتر كبير بين رئيس مجلس النواب وباقي القوى السنية في اجتماع عقد مؤخراً.
وأضاف الجبوري المقرب من تحالف “عزم” في تغريدة له أن الحلبوسي اتهم القوى السنية المنافسة له بمحاولة استمالة القيادي في حزبه ومحافظ الأنبار علي فرحان إلى كتل أخرى،
مشيراً إلى أن الاجتماع شهد نقاشات حادة بين الحلبوسي وباقي الأطراف السنية، مما أدى إلى خروجه غاضباً من الاجتماع.
تفكك التحالف الأكبر
فيما حذرت النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني، من تفكك التحالف السني الأكبر في مجلس النواب بسبب “إهمال” استحقاقات ديالى و”تهميشها” من القيادات والزعامات السنية.
وعن خلافات التحالف السني “العزم والسيادة”، أوضحت الدايني أن “ملف ديالى يهدد التحالف السني ما لم يلقَ الاهتمام والخطوات الجادة لمعالجته وتفادي خلافات وانشقاقات محتملة داخل البيت السني جراء ذلك”، منتقدة “الزعامات السنية والقيادات في بغداد لأنها تركت ديالى وكأنها ليست تابعة لهم، ولا اهتماماً بها لا من قريب أو من بعيد”.
المزيد من المشاكل في حزب رئيس مجلس النواب
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن الانسحابات داخل المكون السني ستؤدي إلى مزيد من التشظي، مشيراً إلى أن إقالة رئيس البرلمان بحاجة إلى التوافق مع الكتل الأخرى.
وقال الفيلي “إن بوادر الخلاف بين المكون السني تمتد إلى أكثر من دورتين أو ثلاثة من عمر البرلمان بفعل الصراع ما بين الجيل القديم والجديد وتحول هذا الصراع إلى ما يعرف المناطقية إلى داخل المحافظة الواحدة”،
ولاية أخيرة للحلبوسي
وأوضح أن الحلبوسي من الناحية القانونية لا يحق له الترشح لرئاسة البرلمان مجدداً لدورة أخرى وإضافة إلى ذلك عليه أن يرأب الصدع بين الفرقاء فمن يؤمن بمشروع أن يتمتع بقدرة على التفاهم و أن يكون عراب اللقاءات.
وعن إمكانية تغيير الحلبوسي، كشف أن ذلك يعتمد على مدى القدرة على إقناع الكتل الأخرى لا سيما الشيعية.