رسائل مبطنة تسبق الانتخابات الاغتيالات... غضب في العراق وزخم "مقاطعة" الانتخابات يتصاعد
10-مايو-2021

ما أن تسارعت وتيرة الاحتجاجات في العراق، حتى جاء الرد بالرصاص القاتل من الجهات المسلحة، التي طالما وقفت وراء اغتيال الناشطين، من غير أن تتبنى أي من هذه الجهات عمليات الاغتيال، بل حتى لا يجرؤ المسؤولون على البوح بمن يقف وراء عمليات اغتيال الناشطين في بغداد وباقي المحافظات الوسطى والجنوبية.
من جانبه المحلل السياسي عبد الأمير المجر يقول أن"مسلسل الاغتيالات تقوم بها جهات شعرت أن مستقبلها بات في خطر، مع وجود حكومة ذات توجهات مختلفة وانتخابات قادمة، ووجود مزاج محلي وإقليمي ودولي جديد نحو العراق".
وتابع المجر بالقول، "هناك رسالتان وراء هذه الاغتيالات، الأولى إضعاف حكومة الكاظمي أمام الرأي العام العراقي، والثانية موجهة للنشطاء بأنكم مستهدفون في أي وقت، وهو أمر فيه تحد كبير للحكومة العراقية".
وأضاف المجر قائلاً، "قد يأجج هذا الاغتيال الشارع العراقي من جديد، عندها أعتقد أن الاحتجاجات القادمة ستوجه ضد الأحزاب السياسية الحاكمة، وليس ضد النظام السياسي كما حصل في العام 2019".
الى ذلك، رأى الخبير الأمني أحمد الشريفي، أن "هناك جهات مسؤولة ومليشيات على صلة بالدولة والكتل السياسية مستفيدة من فوضى انتشار السلاح، وتقتل كل من لا يخضع لمطالبها، وبعض هذه المليشيات لا تخشى أيا من حملات الحكومة لضبط المسلحين أو عمليات حصر السلاح، لأنها تتذرع بأن أسلحتها وما تمتلك من معدات تابعة للدولة أصلاً". ولفت في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "حالة عدم الاستقرار الأمني تمثّل مكسباً لبعض القوى المسلحة والسياسية، وبالتالي فإن أي حملة جادة لإنهاء أشكال التسلح تعني خسارة أطراف فاعلين في إدارة الدولة، وعادة هذه الأطراف هي التي تقوم بعرقلة الحملات الأمنية الجادة لضبط الوضع الأمني".
وقال مراسلنا إن محتجين غاضبون قاموا بالهجوم على القنصلية الإيرانية في كربلاء، عقب اغتيال مسلحين مجهولين الناشط في حراك تظاهرات تشرين، إيهاب جواد الوزني، ليلة السبت/ الأحد، بعملية نفذها مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية وسط المدينة، فيما قامت قوات الأمن بتفريق التظاهرة عبر إطلاق الرصاص الحي في الجو لإرغام المتظاهرين على التراجع.
كما أصيب مراسل قناة الفرات العراقية، أحمد حسن بطلق ناري قرب منزله، ليل الأحد/ الاثنين، وذلك بعد يوم من اغتيال الناشط إيهاب جواد الوزني، ولحد ساعة كتابة التقرير فإن المراسل المذكور يصارع الموت وهو فاقد للوعي، وتقوم فرق طبية بإسعافه.
من جانبه، كشف عضو البرلمان عباس العطافي، اليوم الاثنين، عن بدء حراك نيابي لاستضافة وزير الداخلية عثمان الغانمي، لبحث تدهور الوضع الأمني مؤخراً وعودة حوادث الاغتيالات.
وقال العطافي إن "الحكومةالعراقية هي المسؤولة عن الوضع الأمني وعن ما يجري من اغتيالات".
مشيراً إلى أن "البرلمان سيكون له وقفة من خلال استضافة وزير الداخلية والجهات المسؤولة عن الجانب الأمني في البلاد".
وأضاف أن "بعض الأحزاب والشخصيات انسحبت من السباق الانتخابي، بسبب تصاعد حوادث الاغتيالات والخروقات الأمنية، وأنه لا يمكن إجراء الانتخابات إلا في ظل وجود أمن انتخابي حقيقي".