شبح كابول يطارد بغداد ...مخاوف أمنية من عودة داعش إلى العراق بـ"تكتيك طالبان"
17-أغسطس-2021

رغم أن استيلاء حركة طالبان على مقاليد السلطة بأفغانستان، كان صادماً ومفاجئاً للعالم، إلا أن وقعه كان مختلفا على العراقيين.
فما أحدثته حركة طالبان الأفغانية وتداعيات ذلك على السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، خشي معه عراقيون أن يكون مقدمة أو مرآة وسيناريو يقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي في بلادهم كسيناريو 2014.
واستطاعت حركة طالبان بعد أيام على الانسحاب الأمريكي العسكري من أفغانستان، اجتياح محافظات عدة انتهى بسيطرتها على كابول ودخول القصر الرئاسي.
وعلى وقع ذلك، يعيش العراق حالة من التأهب والقلق وبخاصة عقب المخرجات النهائية التي تمخضت عنها الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن الشهر الماضي، بالاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية ذات المهام القتالية من البلاد في مدة أقصاها نهاية العام الحالي.
وخلال الفترة الماضية، كانت قوى سياسية عراقية وشخصيات عامة تحاول الضغط لمنع تنفيذ انسحاب أمريكي قريب لقطع الطريق على تنظيم داعش واستغلاله الفرصة للعودة مرة أخرى للمشهد العراقي.
ووسط ذلك الجدل، كان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يطمأن ويؤكد مراراً وتكراراً بأن القوات الأمنية قادرة على تولي المهام القتالية وفي كامل جاهزيتها لمواجهة التحديات الراهنة.
لكن التطورات المفزعة في أفغانستان، حركت مخاوف العراقيين وأحالتهم إلى مشهد مأساوي مازال عالقاً في الذاكرة حين سيطر تنظيم داعش على أكثر من ثلث مساحات البلاد في يونيو/ حزيران 2014.
ومع أن بعض المراقبين للشأن السياسي استبعدوا انسحاب المشهد في أفغانستان على العراق، إلا أن أخرين يرون أن التحديات قائمة وليس هنالك ما يبعد شبح عودة تنظيم داعش مجدداً.
ووسط ذلك، حذرت تقارير أمنية وعسكرية من خطورة تنظيم داعش والاستراتيجيات الجديدة التي يعتمدها في تنفيذ هجماته داخل العراق وخصوصاً أن هنالك مؤشرات تدلل على تنامي أعداد عناصره وتوافر حواضن آمنة بعيد عن عيون السلطات العراقية.
ومنذ مطلع العام الحالي، نفذ عناصر تنظيم داعش مئات الهجمات التي استهدفت المدن المأهولة بالسكان وقوات الأمن وكان بينها عمليات موجعة أحدثت خسائر كبيرة في الأرواح بينها تفجير "ساحة الطيران" و"سوق الوحيلات" في مدينة الصدر العراقية مؤخراً.
من جهتها، علقت لجنة الأمن والدفاع النيابية، على المخاوف من تكرار السيناريو الأفغاني في العراق، في ظل بدء الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية.
وقال عضو اللجنة عباس صروط إن "العراقيين اصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً في مواجهة افكار التطرف والجماعات المسلحة وذلك كان نتيجة التجارب السابقة مع تنظيم القاعدة وبعدها داعش، حيث ترسخت لدى العراقيين قناعات بعدم تهيئة الأجواء لظهور مثل هذه الجماعات، التي تهدد أمن البلاد كما يحصل الآن في افغانستان".
وأضاف، أنه "لايمكن مقارنة العراق بافغانستان لعدة اسباب منها ان الحكومة في العراق هي حكومة توافق".
من جانبه قال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي: ان" العراق يختلف عن أفغانستان لان هناك إمكانيات وقدرات وقوات امنية موجودة في اماكنها وتقاتل تنظيم داعش من دون وجود قوات للتحالف دولي او أمريكية تقاتل معها ثم تنسحب كما حدث في أفغانستان".
وقلل الخفاجي من اي خطورة قد تكون مماثلة للسيناريو الافغاني، مذكراً بالمواقع التي سلمتها القوات الامريكية الى القوات العراقية والتي عكست قدرة القوات العسكرية العراقية بعد عام 2014".
وأشار الى ان" عمل المجتمع الدولي مع العراق فقط في مجال الاستخبارات والضربات الجوية والاستطلاع الجوي لكن على الأرض القوات العراقية هي الموجودة وما تحقق من انتصار في الطارمية مؤخرا او في صحراء الرطبة او مناطق أخرى هو تأكيد جازم على سرعة الحسم وتطور القدرات العسكرية".
وأضاف ان" سيناريو أفغانستان لايمكن ان يطبق في العراق لاسباب مختلفة من بينها وجود العشائر ورفض المناطق المحررة عودة تنظيم داعش ومنع تواجده من جديد في العراق".