
أكدت مصادر مطلعة، تأجيل المباشرة بإنشاء ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة، مؤكدةً أن حادثة انتحار مدير شركة دايو الكورية، كانت بداية انطلاق شرارة الحرب الصينية الكورية على الميناء.
وقالت المصادر لـ(كل الأخبار) إن "الصراع الكوري- والصيني، أجّل المباشرة بإنشاء ميناء الفاو الكبير"، مشيرة إلى أن "المحورين باتا يعملان حسب ارتباطاتهم الداخلية في العراق، حتى أصبح هناك محوران في قضية الشركة المنفذة للميناء من قبل المسؤولين العراقيين".
وأضافت أن "هناك من يريد أن تباشر الشركة الكورية أعمالها في الميناء، وهناك من يريد الشركة الصينية، الأمر الذي أدى إلى تأجيل المباشرة في الميناء".
صراعات سياسيّة
وأكد أحمد الأمين المختص بالشأن الاقتصادي لـ(كل الاخبار) أن "تعثّر إنجاز ميناء الفاو الكبير يعود إلى الصراعات السياسيّة والأوضاع الأمنيّة"، موضحاً أن "العمل يتحرّك بشكل مختلف في خلال الفترة الأخيرة".
وأشار إلى أن "هناك دولا كبيرة ومهمة في المنطقة ستتضرر من عملية انشاء ميناء الفاو الكبير، وهذا واضح من خلال الصراعات الحاصلة على إنشاء هذا المشروع، والتأجيلات المتكررة لاستمرار العمل به".
الميناء مصاب بلعنة
وأكد الخبير الاقتصادي، باسم اللامي، أن العراق كان يجب عليه أن يقبل الصفقة" حتى مع ارتفاع الأسعار.
وبحسب اللامي فإن "الجدل الدائر وتأخير بناء الميناء يضعف قيمته التجارية، والتوقيت الآن مناسب بعد إيقاف الكويت لأعمال ميناء مبارك"، مضيفا "لا يمكن أن نقول أن الشركة الكورية أرادت التراجع ببراءة، وربما تمارس عليها ضغوط دولية كان يجب أن يلتفت لها العراق ويضحي بقليل من المال لإبطالها".
ويقول جمعة "هذا الميناء كأنه مصاب بلعنة، يجب أن يكسرها أحد بسرعة لبدء العمل فيه
الأهمية الاستراتيجية
يعد هذا المشروع عند اكتماله من المشاريع الدولية الاستراتيجية حيث يربط الشرق بأوروبا من خلال ميناء الفاو وعبر طريق سككي بين العراق وتركيا وسوريا، وصولاً إلى أوروبا ومرور طريق الحرير البري من الصين عبر العراق بربط سككي سريع يقطع حوالى ألفين كيلومتر بشبكة سكك قطار سريعة تؤمن وصول البضائع والسلع من موانئ بحر العرب والخليج نحو الأرض اليابسة في البصرة وصولاً لتركيا وأوروبا، هذا الطريق الحلم الذي يذّكرنا بـ"قطار الشرق السريع بغداد - برلين"، الذي شرع هتلر حينها بدك سكته المترية، التي أبدلها الإنجليز بسكة أوسع مترين في ما بعد، وظل حلم هذا الربط الذي يختزل الزمن والمسافات والكلفة ويغير الاستراتيجيات، نحو عالم جديد يقوم على ردم فجوات الجغرافيا.