ضعف الدبلوماسية وراء الاستهانة ... العراق يفشل باستخدام أوراق الضغط مع تركيا لاسترداد استحقاقه المائي
12-Sep-2021

خلال السنوات الأخيرة، انخفض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات بشكل واضح، ما أثار المخاوف بشأن جفاف هذين النهرين اللذين يعتمد عليهما العراق بشكل كبير في توفير حاجته من مياه الزراعة والشرب، ورغم مساع العراق لإبرام اتفاقية مع تركيا بشأن حصة العراق المائية , نجد أن هناك مماطلات من قبل الجانب التركي في عقد اتفاق مائي ما بين البلدين , وهذا يعود لضعف الدبلوماسية العراقية ، إذ إن طيلة الاعوام الماضية لم نجد رغبة عراقية جادة في هذا المجال , فضلا عن ضعف الحكومات المتعاقبة التي لم تولِ هذا الملف الاهمية الكافية , فموسم الامطار شحيح , فضلا عن التهديدات المستمرة من قبل حكومة بارزاني بقطع المياه عن الوسط والجنوب ، فضلا عن ملف السدود التي تسعى حكومة الاقليم لإنشائها وتقدر بـ11 سداً بحجة توليد الطاقة الكهربائية , ورغم الوعود التركية بتحسين الامدادات المائية للعراق لكن لاشيء ملموس لحد الآن.
وأكد وزير الموارد المائية مهدى رشيد الحمداني، أن بلاده ستواجه شحا في المياه إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع تركيا، مبيناً أن الاتراك لديهم رغبة لحسم ملف المياه ، لكنهم يريدون شهرين للدراسة، فالازمة بدأت تطفو على السطح مبينا أن “المفاوض العراقي لم يكن موفقا في إبرام الاتفاقيات مع الجانب التركي من أجل تقاسم المياه”.
من جهته، أقرّ المتحدث باسم وزارة الزراعة “حميد النايف، بأن المفاوض العراقي فشل فشلاً ذريعاً في استرداد استحقاقه المائي من دول الجوار.
وقال ، إن “المفاوض العراقي فشل فشلاً ذريعاً في استرداد استحقاقه المائي من دول الجوار سيما تركيا”.
وأضاف، أن “هناك جولة أخيرة سيخوضها العراق مع دول الجوار بشأن الازمة المائية”.
و ينتقد مراقبون مفاوضات حكومة الكاظمي مع الدول المجاورة بشأن ملف المياه، حيث أن المفاوض لم يستطع ارغام الجانبين التركي والإيراني على احترام الاتفاقيات الدولية المنظمة للحصص المائية بين الدول المتشاطئة.
مختصون أكدوا أن ضعف الدبلوماسية العراقية وراء استهانة تركيا بالعراق , وتلويح الرئيس التركي بملف المياه للضغط من أجل قبول بقاء قواته في شمال العراق بحجة محاربة قوات الـ pkk الكردية المعارضة، فالعراق يمتلك عوامل ضغط قوية تجاه تركيا وفي مقدمتها الملف الاقتصادي الذي يتجاوز الـ 20 مليار دولار سنويا , فضلا عن موقع العراق الجغرافي الرابط ما بين آسيا وأوروبا وهي محطة ترانزيت للقوافل التركية الناقلة للمواد الغذائية إلى دول الخليج , فضلا عن النفط العراقي الذي يصدر من ميناء جيهان والعوائد المالية التي توفرها لتركيا , فكل تلك الملفات غائبة عن المفاوضات مع الجانب التركي في ملف المياه .
ويرى الخبير الاقتصادي لطيف العكيلي أنه “منذ سنوات، تحاول تركيا استخدام مياه النهرين لتوليد الطاقة الكهربائية، فقامت ببناء عدد من السدود، بدأت في عام 2006، وآخرها وليس أخيرها بناء سد أليسو الذي دخل حيز التشغيل، عام 2018، ما حدَّ من تدفق المياه إلى العراق، وأدى ذلك إلى تفاقم الخوف في بلاد الرافدين من النقص الحاد في المياه وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات اليومية للزراعية والسكان.
وتابع العكيلي: أن “المشكلة الحقيقية هي عدم وجود جهود جادة من قبل الحكومات العراقية في مفاوضاتها مع تركيا بشأن حصة العراق المائية , فتركيا تستخدم أسلحة في مفاوضاتها ,فضلا عن المماطلة في تزويد العراق بحصته من المياه , والاخير لم ينجح في جميع مفاوضاته لسبب مهم وهو ضعف المفاوض العراقي وعدم استخدام أسلحته وفي مقمتها الملف الاقتصادي الذي يعد الشريان الرئيسي للحياة في تركيا”.
من جهته أكد المختص بالشأن الاقتصادي سالم عباس أن ضعف الحكومة أدى إلى تهديدات مبطنة من قبل الجانب الكردي لبغداد بشأن إنشاء11 سدا جديدا لتوليد الكهرباء وتقليل حصة المحافظات العراقية من المياه وهو ملف يستخدم للضغط من أجل تقديم حكومة المركز تنازلات جديدة للأكراد و تلك السدود تعد تھديدا لباقي مناطق الوسط والجنوب، التي طالما تعاني الجفاف.