عراق ما بعد قمة بغداد ملفات إقليمية ومحلية... الكاظمي يزور إيران وفي جعبته (أجندته الثقيلة)
11-Sep-2021

أكدت مصادر خاصة، إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، سينطلق صباح اليوم في إلى زيارة طهران لبحث ملفات عدة تخصّ البلدين.
وقالت المصادر، أن الكاظمي سيزور طهران على رأس وفد كبير رفيع المستوى، لبحث عدد من الملفات مع الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، من بينها ملف قطع طهران عدداً من روافد الأنهار عن العراق، ومسألة الغاز الإيراني، وتسديد الديون المترتبة بذمة العراق عن استيراد الغاز والكهرباء بعد تعثر التوصل لاتفاق بسبب العقوبات التي تمنع العراق من تسديدها بالدولار، إضافة إلى الحدود والحقول المشتركة وقضايا أمنية وسياسية مختلفة".
وتابعت أن الكاظمي سيبحث خلال زيارته طهران مسائل الأمن والطاقة والعلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران وملف العلاقات المتوترة بين الرياض وطهران وسط سعي العراق إلى لعب دور الوسيط بعدما كان مسرحاً للقاءات مغلقة بين الطرفين".
ويتوقع أن تناقش خلال الزيارة مسألة منح تأشيرة دخول للزوار الإيرانيين الوافدين للعراق لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، وفق المصدر نفسه.
وكان رئيس الوزراء أعلن في بيان،، زيادة عدد الزوار الأجانب لإحياء ذكرى "اربعينية الأمام الحسين" نهاية الشهر الحالي.
وسيتمكن 60 ألف زائر إيراني من زيارة كربلاء (وسط العراق) بعدما كان مسموحا لـ30 آلفا فقط.
وسيكون الكاظمي أول رئيس حكومة يزور طهران عقب تولي إبراهيم رئيسي، الرئاسة الإيرانية، وسيقدّم له التهاني بهذه المناسبة.
وتربط العراق وإيران علاقات وثيقة على المستوى الرسمي فيما يعارض كثير من العراقيين ما يعتبرونه اتساع نطاق النفوذ الإيراني في البلاد.
ويعتمد العراق بشكل كبير على الواردات الإيرانية، خصوصا ما يتعلق بالطاقة الكهربائية. وتواجه بغداد نقصا حادا في الطاقة، الأمر الذي دفعها نحو الاعتماد على إيران التي تؤمن ثلث ما تحتاجه من الغاز والكهرباء.
لكن إيران أوقفت مطلع الصيف صادراتها إلى العراق لعدة إيام لعدم تسديد بغداد ديونا لطهران مقابل الحصول على الطاقة، وتصل لنحو ستة مليارات دولار.
يتفق مراقبون على أن زيارة الكاظمي الثانية إلى العاصمة الإيرانية ستكون مختلفة عن الأولى، بحكم القبول الإقليمي والدولي الذي حققه خلال عام في سدة السلطة ببغداد.
وتأتي زيارة الكاظمي إلى طهران مع اقتراب العراق من إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة بعد نحو شهر ، في خضم مخاوف كبيرة بصفوف القوى القريبة من إيران خشية فقدان ثقلها الانتخابي.
ويتزامن مع الزيارة أزمة في الطاقة الكهربائية في العراق، وتراجع مستويات الإنتاج جراء قطع إيران إمدادات الغاز التي تعتمدها محطات التوليد منذ بداية موسم الصيف الحالي.
وأن الوزن العراقي الحكومي يختلف عما كان عليه سابقاً عند تسلم الكاظمي رئاسة الوزراء، وهذا ما سيعزز من قدرة الأخير في معادلة كفة الحوار بين طهران وبغداد.
من جانبه، كشف مسؤول دبلوماسي مطلع أن زيارة الكاظمي الثانية إلى طهران ستركز على موضوعات مختلفة بينها تثبيت حدود الصراع الدولي داخل العراق وتداعياته الإقليمية، ولكن وفق توازنات الحاضر.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن "موضوع الانتخابات وملف الغاز الإيراني وحجم التبادلات التجارية بين البلدين سيكون في حقيبة الكاظمي الدبلوماسية التي يحملها معه إلى طهران".