كل الأخبار ترفع الستار...بدء كواليس اجتماعات تشكيل الحكومة العراقيّة المقبلة
12-أكتوبر-2021

دخلت القوى السياسية والكتل الحزبية المعنية بتكليف رئيس الوزراء اجتماعات وصراعات مغلقة منذ الساعات الأولى لإعلان النتائج الأولية للانتخابات النيابية العام 2021 .
وضمت الاجتماعات قادة وزعماء كتل وقوى سياسية شيعية وكردية وسنية، للخروج باتفاق موحد حول أزمة تكليف تشكيل الحكومة الجديدة.
وطيلة الانتخابات التشريعية الأربع الماضية، شكلت التوافقات السياسية المعادلة الأساسية في حمل رئيس الوزراء إلى مباشرة حكومته دون الركون إلى حجم الفائزين وأحقية الأعلى في تقديم مرشحه لشغل ذلك المنصب.
ومع أن المشهد الحالي ليس ببعيد عن مجريات الماضي القريب، إلا أن قوى وكيانات رئيسية خرجت من صناديق الاقتراع بوزن انتخابي خفيف، فيما تضاءل بعضها لدرجة "الانهيار"، كما هو الحال بالنسبة لتيار الحكمة والنصر اللذين لم يحصدا سوى مقعدين.
وعلى مدار عقد ونصف، شكل مقتدى الصدر العصا في الدولاب الشيعي السياسي من خلال مواقف الرفض والتقاطع مع الكثير من القوى الرئيسية والتي غالباً ما كان يتهمها بالولاء لدول إقليمية.
وفي هذا السياق، عُقد اجتماعان في منزل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. وضم الاجتماع الأول معظم مكونات البيت الشيعي باستثناء تحالف سائرون المدعوم من مقتدى الصدر.
وقالت مصادر حضرت الاجتماع الأول إن المجتمعين أكدوا أنهم سيبلغون الأطراف الأخرى برفضهم نتائج الانتخابات الأولية، مشيرة إلى أن اجتماع القوى الشيعية جاء في محاولة للملمة شتات البيت الشيعي المتصدع ومحاولة للخروج من أزمة قد تعصف بالقوى الشيعية بعد الخسارة القوية التي تلقتها خلال الانتخابات النيابية".
إلى ذلك أكدت مصادر مقربة من التيار الصدري أن أكثر المرشحين حظا بالفوز بترشيح الصدر لرئاسة الحكومة هم كل من سفير العراق في بريطانيا جعفر الصدر، ونائب رئيس البرلمان حسن الكعبي، والقيادي الصدري نصار الربيعي، الى جانب رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي الذي يحظى بدعم الصدر".
ووضع الصدر خلال كلمة ألقاها عرفت بـ"خطاب النصر"، ليل الإثنين عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات، خارطة أولية لبرنامجه السياسي وطبيعة التحالفات والقوى الأقرب إليه.
وأشار الصدر، خلال كلمة متلفزة، إلى أن الحكومة القادمة "لا شرقية ولا غربية"، مشدداً على ضرورة "حصر السلاح المنفلت" وكبح "سطوة المليشيات".
كما أكّد أن التواجد الدبلوماسي للدول الأجنبية في العراق "مرحب به ما لم يتدخلوا في شؤوننا الداخلية".
يتوقع البعض أن تشهد تحالفات الأيام المقبلة عهداً جديداً في طبيعة التوجهات بعد أن كان أغلبها يتحرك باتجاه الطائفية والمذهبية.
الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي، غالب الدعمي، قال إن مؤشرات الحاضر السياسي تدل على إمكانية تحقيق تحالفات عابرة للطائفية تكسر ما كان سائداً في طبيعة التفاهمات السابقة، والتي انحصر مجملها بين الشيعية والسنية والكردية.
وأضاف الدعمي، "، أن "الأرقام التي حصل عليها التحالف الصدري وتقدم تقرب من حصول توافقات وتفاهمات للشروع ببناء الكتلة البرلمانية الأكبر، خصوصاً أن هناك تقاربا في طبيعة التوجهات والمواقف التي تجمع الصدر والحلبوسي