كل الأخبار تكشف عن شبكات تهريب ...المستوردون يتجاوزون الإجراءات الرسمية بدفع مئات الدولارات
3-أكتوبر-2021

تنشط عمليات التهريب على طول الحدود البرية للعراق، ما يستنزف ثروات البلد الغارق في الفساد.
يحوّل من عمليات التهريب الملايين من الدولارات التي يفترض أن تدخل خزائن الحكومة، إلى جيوب أحزاب وجماعات مسلحة ومسؤولين.
ويقول موظف جمارك إن هذه الشبكة المتداخلة “لا توصف. الأمر أسوأ من شريعة الغاب.. ففي الغابة تأكل الحيوانات على الأقل وتشبع. هؤلاء الرجال لا يقنعون أبدا”.
والتقت كل الأخبار أحد سائقي الشاحنات، للتحدث عن تفاصيل عمليات التهريب ابتداءً من دخول الشحنة إلى العراق قائلا: تدخل الشاحنات المحملة بمئات من الأطنان تكون هذه اما تدخل دون يدفع التاجر الرسوم الجمرگية ودفع نسبة 1 بالمئة من قيمة الرسوم والتي مفترض أن تدخل إلى خزينة الدولة، او دخول مواد ممنوعة من الاستيراد وتمريرها بدفع الرشوة".
وأشار إلى أن من هنا تبدأ عملية نقل البضائع من المنفذ الحدودي وإلى مركز العاصمة بغداد مثال ذلك، سيكون هنا تمرير الشاحنات أما بوساطة سائق الشاحنة وهو أعرف بالطريق الذي يسلكه أو بوساطة التاجر عن طريق سماسرة الطرق المتواجدين في كل منطقة تمر بها الشاحنة".
وأضاف أن سماسرة الطرق دائماً ما يكونوا من أهالي المناطق ذاتها، لتمرير الشاحنات بالطرق الفرعية، دون المرور بالسيطرات الرسمية التابعة إلى الأجهزة الأمنية، تهربا من وصل الرسوم الجمرگي أو ربما تكون تحمل الشاحنة مواد ممنوعة من الاستيراد".
وتابع أن سماسرة الطرق سيمررون الشاحنة عبر الطرق الفرعية متجاوزة جميع السيطرات الرسمية، مؤكدا أن تمرير الشاحنات لا يقتصر فقط على السيطرات الفرعية بل تشمل حاى بوابات العاصمة بغداد، وهذا ما يحدث في البوابة الشمالية، فهناك طرق عدة يمكن تمرير الشاحنات الممنوعة من خلال الطرق الفرعية، وهناك شبكات متكاملة تعمل على مرور الشاحنات تشمل حتى عناصر من الأجهزة الأمنية مقابل أموال كثيرة".
وأكد إلى أنه يمكن تجاوز هذه العملية بعد الدفع نقدا مقابل عمليات صغيرة أو عبر تحويلات مصرفية لصفقات أكبر، يقوم المخلّص بتزوير الأوراق الرسمية، عبر تحريف نوع السلعة التي يتم استيرادها أو عددها وقيمتها الإجمالية، ما يؤدي إلى خفض قيمة الرسوم الجمركية التي على التجار دفعها، والتي تكون في النهاية أقلّ بكثير من القيمة الفعلية للبضائع، وذلك تتم من المصدر أيضاً توجد شبكات خاصة بها، وكل شيء حسب الدفع".
ولفت إلى أن لتقليص هذه الرسوم، غالبا ما يتم تسجيل السجائر على أنها مناديل ورقية أو سلع بلاستيكية، ما يعني في المقابل دفع تعرفات جمركية أقل بكثير.
وأوضح أن المخلّصين يتلاعبون أيضا بالقيمة الإجمالية المقدّرة للشحنة، فتسجل تلك القيمة بداية على رخصة الاستيراد، ولكن يملك المخلّص صلاحية إعادة النظر بها عند نقطة الدخول، وبالتالي تخفيضها بهدف تخفيف قيمة الرسوم.
من جهته قال الخبير الاقتصادي أحمد الركابي أن التجار يتجنبون بشكل متزايد المعابر التي تديرها الدولة وأن يعتمدوا إما على التهريب وإما الاستيراد بشكل غير رسمي عبر كردستان شمالا، وذلك لأن المعابر الرسمية، تتسم بالإجراءات الروتينية الصعبة والمكلفة، ودائما ما نسمع عن هذه العمليات التهريب التي تحدث بين الحين والآخر".
وأشار إلى أن الأمر بات معلن عبر مكاتب تدير وصول الشاحنات إلى مراكزها، وذلك بتخصص كل فئة، وأن هناك مختصة في لتمرير الشاحنات من عبر المنافذ وهناك عبر الطرق المحلية".