
خاص / كل الاخبار
ردد كوبلز.. مدير دعاية هتلر: "إكذب.. إكذب؛ حتى يصدقك الآخرون" ورددت معه الامانة العامة لمجلس الوزراء في العراق ومحافظة بغداد وأصحاب المولدات الشعار ذاته؛ فتهنا بينهم وبين كوبلز.. من حيث: هل تزود الدولة اصحاب المولدات بالكاز مجانا؛ نظير تخفيض أسعار الامبيرات على المواطنين؟ أم لا؟
من جانبهم.. اصحاب المولدات رفعوا سعر الامبير من ثمانية آلاف الى خمسة وعشرين ألفا، مدعين أن الحكومة لم توزع بينهم الكاز مجانا.
فمن يكذب: أمانة مجلس الوزراء ام المحافظة ام اصحاب المولدات ام كوبلز؟
لا نريد إجابة، إنما أمامنا واقع حال يقول أن ثمن الامبير خمسة وعشرين ألفا، تبهظ كاهل محدودي الدخل، والمتقوتين من رزق يومهم، وهم يقتعدون بيوتهم جراء حظر التجول وإجراءات الوقاية المفروضة من خلية الازمة بغية الحد من إنتشار جائحة كورونا.
عدد من أصحاب المولدات في أحياء: النيل والمهندسين والعقار وشارع فلسطين، أجمعوا على أن: "توزيع حصص مجانية من أية جهة حكومية او غير حكومية، بين المولدات، كذب في كذب".
وقال مواطن: "أصحاب الرواتب الثابتة لم يتأثر دخلهم كثيرا.. بل وفروا من مكوثهم في البيت" مؤكدا: "أما نحن الذين نعيش على السياق الاقتصادي البدائي: من اليد الى الفم؛ فالحياة ضاقت علينا وبتنا نعيش في ضنك" متسائلا: "إذا فعلا الحكومة موزعه كاز مجاني بين المولدات، ليش ما تتابع قرارها وتتأكد من أن أصحاب المولدات تسلموا حصصهم من الكاز وإلتزامهم بشرط الدولة، وهو تخفيض سعر الامبير.. ما حصل هو العكس.. إرتفع ثلاثة أضعاف، بما لا طاقة لنا على دفعه، فالخمس أمبيرات التي لا تشغل "كلوب وبنكة" بمائة وخمسة وعشرين ألفا، وليس في بيوتنا مبالغ تصل الى هذا الرقم".
عند بوابة الجينكو لأحدى المولدات وصاحبها واقف، قال مواطن: "لو تاركينا من دون ما تسوي الحكومة دعاية كاذبة لنفسها، وتقول وزعنا كازا بين المولدات، على الاقل كان سعر الامبير سيثبت عند الثمانية آلاف، ولا يرتفع الى الخمسة وعشرين؛ فإضطرت عوائل محدودة الدخل الى بيع أغراض بيتها كي تسدد التسعيرة الجديدة التي فرضها اصحاب المولدات نكاية بحكومة تشتغل على مبدأ الكذب تلميعا لنفسها".
ما زالت "كل الاخبار" في متاهة ناتجة عن تماس تداخل فيه الصدق والكذب تبادلا بين أصحاب المولدات وهم يقولون لم نتسلم شيئا والجهات الحكومية التي تدعي تزويدهم بالكاز مجانا، والمواطن الذي أبهظ كاهله سعر الامبير الجديد.. خمسة وعشرين، متمنين ملاكا ينزل من السماء يفصل بين أطراف عدة.. كلها تتشاطر على المواطن العراقي، وتصنع لنفسها مجدا لا وجود له.. لم يلمس الناس إنعكاسه.. ميدانيا.. على ارض الواقع.