
محمد عبد الجبار الشبوط
الحكومة، او مجلس الوزراء بحسب المصطلح الدستوري عندنا، هي قمة الجهاز التنفيذي في الدولة.
وقيمة الحكومة ليس فقط بحصولها على شرعية التمثيل عبر الاليات الدستورية الديمقراطية المعتمدة في البلد، وانما بحصولها على شرعية الانجاز اصلا. وهذه تتحقق عبرة فترة من الزمن تقوم خلالها الحكومة بانجاز اعمال تحظى برضى وقبول الشعب.
وتعتمد قدرة الحكومة على الانجاز وحسن الاداء على كفاءة اعضائها، اي الوزراء. وقسم من الكفاءة مكتسب من الخبرة العملية والدراسة وما شابه، وقسم منها يتوقف على المواصفات الذاتية لهؤلاء الوزارات، ومن هذه الصفات الشجاعة والقدرة القيادية وغير ذلك.
نظرتُ في سجل حكومة مصطفى الكاظمي، فوجدتها فاقدة للامرين: شرعية التمثيل وشرعية الانجاز. فقد تم تشكيل الحكومة على طريقة "امر دبر بليل"، ولم تنجز الحكومة سوى ١٧٪ من وعودها حتى الان ولم يبق على ولايتها سوى ٦ اشهر.
والسبب في ذلك ان الحكومة تضم في صفوفها وزراء ضعاف النفوس، متملقين، مصابين بمرض العبودية الطوعية.
وقد كشف اثنان من الوزراء عن حقيقتهم المرة في مقطع الفيديو المسرّب عمدا وهما يخاطبان رئيس الوزراء بنفس طريقة مخاطبة وزراء صدام حسين له، من التذلل واستخدام العبارات التبجيلية والتقديسية، والتي ادت في النهاية الى تألية الحاكم وعبادة الشخصية، مثل كلمة "مبخوت" و "نحن محظوظون بك"!. وهو امر يطرب له الحكام الطواغيت المستبدون منذ قديم الزمان والى يومنا الحاضر. وكثيرا ما يضرب امثلة على ذلك بهتلر وستالين وكيم ايل سونغ، وطبعا صدام حسين.
وتسريب الفيديو عمدا يشي بوجود توجه الى صناعة مستبد جديد وتأليه حاكم للقضاء على ما تبقى من الديمقراطية عندنا.
وهذا يؤكد القناعة بان هذه الطبقة السياسية، والحكومة الحالية احدى افرازاتها العفنة، غير قادرة على اقامة دولة حضارية حديثة في العراق. فلا يمكن ان تقوم حكومة بذلك بوزراء متملقين.