لمد نفوذهما داخل بلاد الرافدين ... مع تصاعد الهجمات التركية والإيرانية.. ما خيارات الرد العراقي؟
23-نوفمبر-2022

رغم الرفض العراقي الشعبي والرسمي، تتصاعد وتيرة الهجمات التركية والإيرانية على الأراضي العراقية، وذلك بحجج ملاحقة “تنظيمات إرهابية ومعارضة”، وسط تساؤلات عن خيارات الرد التي يملكها العراق على هذا التصعيد.
وتزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات التركية والإيرانية والتي شملت ضربات صاروخية وجوية وبالمسيرات على الحدود وفي عمق الأراضي العراقية، رغم المواقف الرسمية والشعبية العراقية الرافضة لها، وسط أنباء عن تهديدات باجتياح بري.
ورفضت الخارجية العراقية في بيان لها تلك الهجمات قائلة ان الهجمات التركية والإيرانية المتكررة على إقليم كردستان العراق تخالف المواثيق والقوانين الدولية.
واكدت الحكومة العراقية على أن لا تكون أراضي العراق، مقرا أو ممرا لإلحاق الضررِ والأذى بأي من دول الجوار، مشددة على رفضها أن يكون العراق ساحة للصراعات وتصفية الحسابات لأطراف خارجية.
وقال مدير مركز التفكير السياسي ببغداد، إحسان الشمري، إن “الوضع خطير والاعتداءات التركية والإيرانية تتصاعد بقوة، ما يجعل الحكومة الجديدة برئاسة السوداني، محرجة جدا أمام الشعب العراقي، خاصة وأنها وضعت السيادة واستعادة الدولة عنوانا لها، وما يزيد هذا الحرج أن العديد من داعمي هذه الحكومة ومشكليها الرئيسيين من القوى العراقية المحسوبة على إيران”.
وأضاف: “ما يحصل في الواقع هو فرض أمر واقع من قبل تركيا وإيران نتيجة الضعف الداخلي العراقي، وعدم تعاطي الحكومات العراقية السابقة بحزم مع تجاوزات أنقرة وطهران على سيادة البلاد، وعدم قدرتها على بلورة حلول عراقية لمشكلة وجود معارضات كردية إيرانية وتركية على الأراضي العراقية، كون تلك الحكومات المتعاقبة كانت تدرك أن وجود تلك المعارضات يشكل جزءا من معادلات القوة ضمن السياق السياسي العراقي، ولهذا تعذر حل هذه المشكلة ما أعطى مبررا لطهران وأنقرة بالمضي في استباحة الجغرافيا العراقية”.
واستدرك الشمري: “الأخطر هنا هو التلويح التركي وكذلك الإيراني بالاجتياح البري الواسع للأراضي العراقية، وبالتالي على بغداد التحرك سريعا لدرء هذا الخطر الداهم، كون المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة العراقية”.
وأضاف الشمري: “في حال تمدد إيران وتركيا داخل الجغرافيا العراقية سيتفجر غضب شعبي واسع بالعراق، كون الموضوع لا يقتصر على عمليات عسكرية تحت حجة محاربة المنظمات الكردية فقط، بل يمتد لقضم أجزاء واسعة من الأراضي العراقية، وحينها ستكون بغداد في موقف صعب للغاية”.
من جهته، يقول الكاتب والباحث العراقي علي البيدر، “ما يحصل مع الأسف من تعد إيراني وتركي على سيادة العراق، هو نتاج استغلال الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، حيث تصدر دولتا الجوار العراقي إيران وتركيا، مشاكلهما وأزماتهما الداخلية للعراق، والضغط على المعارضتين الإيرانية والتركية من خلال سياسة الهروب للأمام نحو الخارج”.
وأضاف البيدر: “طهران وأنقرة لديهما ولا شك نزعات توسعية ومصالح خاصة لمد نفوذهما داخل بلاد الرافدين والمنطقة العربية ككل، والعراق بفعل ما يعصف به من تجاذبات داخلية وإقليمية هو بيئة خصبة لهذه السياسات”.