
إذ تمر عشر سنوات على إصدار العدد الأول من جريدة كل الأخبار، فأن ثمة محطات يستذكرها منتسبو الجريدة ابتداءً من الذكرى العطرة لرائدها ومؤسسها المرحوم سمير الشويلي الذي كان أبا وصديقاً ومحباً للعاملين معه وحيث كان يثمن كل جهود العاملين معه ومتواضعاً غير آبه بضجيج المحررين أو زعل أحدهم حتى تحسبه قريباً منهم. واستذكر ان احد محرري الجريدة عندما أهداه كتاب أصدره، كرمه بمبلغ وحرص على ان ينشر خبر الإصدار في مكان متميز في أحدى صفحات الجريدة.
نشعر بالفخر كون (الصفحة الثقافية) في جريدة كل الأخبار كانت وما تزال تتواصل مع أصدقائها من المثقفين والأدباء الذين تجاوز عددهم 882 ويتواصلون مع محررها الأديب المجتهد (عبد الرزاق داغر الرشيد) الذي حقق أيضا تواصلا للصفحة الثقافية عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولطالما زعل عليه بعض الأصدقاء لتأخر نشر إبداعهم ونتاجهم ولم يعطوه العذر بالحجم الكبير مما يحمله البريد من إنتاج ثقافي متنوع كثير.
المحرر الثاني للصفحة الثقافية
أنه مصمم الصفحة الذي يترك بصمته ليبرز أهمية الموضوع المنشور، فلابد ان نشير بهذه المناسبة إلى المصممين المبدعين الذين أضفوا جمال الكلمة إلى صفحة بيضاء خالية حيث تناوب على تصميم الصفحة الأخوة حسن هادي، بهاء جواد، روكان البياتي، وليد غازي.
شهادات
* ثقافية كل الأخبار ليست صفحة اعتيادية وإنما هي شجرة وارفة الأغصان، غصن يحمل قصة وغصن يتوشح بالمقال وآخر يتلون بأجمل القصائد. وتجد الاغصان الأخرى تتمايل زهوا بالحوارات و المعلومات الوارفة. بورك صاحب المائدة الثقافية لجهوده وذوقه المتميز.. من يحمل الفكر الراجح والقلم الأنيق الناصح فهو من يستطيع ان يهدينا الوان من أزهار الأدب الراقي في اختياراته للنشر من شعر ومقال وقصة ونقد ايجابي. بوركت الاقلام النزيهة. (سهام الجبوري)
* بارك الله فيكم يا رواد القلم والكلمة المبدعة والترنيمة العازفة على أوتار الوجود .. لكم ألف تحية وألف مبارك هذا النجاح الرائع. (سعدية السماوي)
* الجريدة غنية كثيرا بالمواضيع القيمة الأدبية والإبداعية ، هنيئا لكم.(سليمة مليزي)
* أحسنتم، دائما تقدمون صورا جميلة للإبداع الثقافي باختيارات موفقة حقا.. دمتم مبدعين. (حميد الهلالي)
* كل الامتنان والتقدير للجريدة، ممثلة بالأستاذ الفاضل محرر الصفحة الثقافية وبقية كادرها الكرام وخاصة السيد مصمم الصفحة الثقافية، مع دعائي بدوام التميز والتقدم والازدهار. (عمار عبد الباقي العمري)
من فيض مشاركات الأصدقاء
قصيدة: رشفة ملح (شامة درويش)
في صباحٍ أعلنَتْه شمس كاذبة
جاء الأمل،
وكان غامضا كوشم على كتف بحّار
خطّ كلماته الأولى
ورمى بها في النسيان
مسالة الجنوسة في الأدب
(نورا تومي)
لست أدري من أين تسلل مصطلح الأدب النّسوي لتفتيت الأدب بين الذّكورة والأنوثة ، وحمله على هذا الفاصل الذي يستغربه المنطق، ويجافيه الذّوق ، وتعافه فطرة التّفكير السّليمة ، فالأدب حياة عقلية روحية وشعورية تتنزّه عن تفرّق دمها بين ذكر و أنثى ، وترتفع عن جغرافية هذه الجنوسة التي أدخلت الأدب في متاهة لا تخدمه ، ولا تخدم المرأة معه في علاقتها بإنتاج ما يمكن إنتاجه في هذه المساحة الإنسانية .
أروقة كربلاء في نادي الكتاب!!!
(فاضل المعموري)
في أمسية من اماسي كربلاء الثقافية استضاف نادي الكتاب في كربلاء الكاتب خالد مهدي الشمري و قدمه بها القاص علي لفته سعيد والتي كانت بعنوان ( ملتقيات و منتديات كربلاء في كتاب أروقة الثقافة ).
ثلاث قراءات
في “مداعبة الخيال” للقاص علي لفتة سعيد (خالد مهدي الشمري)
علي لفته سعيد أبدا لم يكن سارد لموضوع القصة، إنما ذهب يكتب شعرا مع كل وصف. عند دخولي إلى الصفحة الأولى شدني طريقة الوصف كثيرا مما جعـلني أقول إنه يكتب الشعر في التعبير عن مكان أو شيء في القصة، و إلى درجة الملل في مكان معين من كثر الوصف، وفي نفس الوقت هناك شغف يقودني نحو إنهاء القصة كي أعرف ما يدور عن خليف ومن هو؟ وهل الوصف الزائد ترك هذا الانطباع؟ أم طريقة الكتابة المشوقة للأحداث بحيث أريد إن أكمل ولا أريد رفع رأسي عنها، وفعلا أستمر في قراءتها مستمتعا، وشعور غريب أنك مع البطل داخل القصة بحيث رجعت إلى حياتي وكنت أفكر في نفسي وأنا أقرأ وجدت تشابها كبيرا مع البطل ، بحيث أجده تارة يغني ، وتارة يقول شعرا ، وتارة يبكي دائرة كبيرة شعرا وغناء وبكاءً ، تلك هي حياتي .
قصيدة:
شذرات الرحيل (كريم علوان زبار)
على حين غفلة
انتزعت من راحتي
فغدوت خواء
ما استطعت انتشالها
في حين أرنو الرحيل
الكف تنزف
والقلب ألفى عليلا
قصيدة:
واسطيُ الهوى (علي كريم عباس)
هنا واسطْ على شطآنِ دجلتها
نما حرفٌ عريقُ الأصلِ والمذهبْ
هنا حبي كطفلٍ رائعٍ يحبو
يمد يديهِ للأطفالِ كي يلعبْ
هنا أهلي مجالسُ قهوةٍ تسعى
قصيدة: مذ مر ماء (علي الشاهر)
مُذْ مرَّ ماءٌ
على أفواهِ سُنْبلَتي
وخطوهُ عازفٌ
يمْشي بأوْردتي
وقدْتُ نحوْي إلى عينيهِ
إصدار جديد:
سحر الرواية ..قراءات مختارة في روايات معاصرة
صدرت في العاصمة الاردنية عمان ، كتاب جديد للقاص والروائي ابراهيم سبتي عنوانه (سحر الرواية .. قراءات مختارة في روايات معاصرة) وهو وهو سياحة معرفية وتعريفية لأكثر من عشرين رواية غربية معاصرة احتلت مكانا مرموقا في الفضاء العالمي واشتهرت بفعل قوتها وطرحها لمواضيع جريئة . جاء اختيار المؤلف للروايات وفق منظور شهرتها ومبيعاتها التي لا تقر بعدد ما وايضا لتعدد ترجماتها الى عدة لغات ومن عناوين الكتاب الداخلية .. امبرتو ايكو .. هل رواية واحدة تكفي ؟ ، فوبيا النص في رواية العطر لزوسكيند ، موبي ديك : المحنة سر الخلود ، . ما الذي أراد أن يقولـه جويس في عوليس ؟ ، كورين تيادو : سيل الروايات العارم ! ، فرجينيا وولف .. سباق الرواية مع الموت ، أدب الخيال العلمي وسطوة المعاصرة.
قصة قصيرة:
آنية الصفيح (صالح جبار خلفاوي)
سئمت أبي فقد كان هذا الرجل الطويل والأنيق ببدلته (الكحلية) يمضي جذلا في مواعيده السرية لم ألحظه يعرنا اهتمامه وترك لنا الحبل على الغارب كان دائب البحث عن الاصباغ السوداء ليدهن شعره الكثيف ويقضي وقتا طويلا في أسواق العطارة يتبضع المنشطات حرصاً على دسها في زوايا دولابه المزوي بعناية عند ركن غرفة نومه المطلة على الباحة الخلفية للمنزل.
قصيدة:
عشقتك (أمل الخفاجي)
لم تلتق عيناي بعينيك
لكني عشقتك ..!!
فهل يلام
من يعشق العيون ؟
ويصبح بهما مفتون…؟
المرقاب الثقافي:
علم الجمال (عبد الرزاق داغر الرشيد)
علم الجمال أو الاستاطيقا أحد الفروع المتعددة للفلسفة لم يعرف كعلم خاص قائم بحد ذاته حتى اظهر الفيلسوف بومغارتن (1714–1762) في أخر كتابه تأملات فلسفية في بعض المعلومات المتعلقة بماهية الشعر، إذ قام بالتفريق بين علم الجمال وبقية المعارف الإنسانية واطلق عليه لفظ الاستاطيقا Aesthetics وعين له موضوعاً داخل مجموعة العلوم الفلسفية.
قصيدة:
حكاية صغيرة من وطن الامازيغ ( ياقو بلو)
مساء البارحة،تدلى وجهك وجعا
على هدب جرح قديم.
فاستيقظ الليل في حناجر العصافير،
ودارت الطرق في خاطري…
وصولا إلى مدن الهلاك…النص وبنية النسق التاريخي (جاسم عاصي)
إن علاقة الرواية بالتاريخ علاقة جدلية قائمة على طبيعة الوظيفة، فإذا ما نظرنا إلى البنية التاريخية خارج منطقة المدوّن من أحداثه، ومن ثم النظر إلى الشفاهي من مجرياته التي تُتيح للروائي إمكانية ربط تلك الأحداث بما يمليه المنظور الذاتي والمخيّال السردي، فسنقف على التي تُحدد هذه العلاقة، أي الأساليب التي من شأنها خلق بنية مُتصَورة للتاريخ، بالاستفادة من المسكوت عنه من أحداثه. فالرواية تتعامل مع الزمان من باب المتغيّر والمؤثر منه، وتتعامل مع المكان باعتباره يصوغ تاريخ الشخصيات. وكذلك مع الشخصيات باعتبارها ذات محمولات خاصة أغفلها المؤرخ عفوياً أو بقصد الموقف الفكري، فأن التحليل ومتابعة الأفعال وردودها أهم ما يعنيه الروائي بكل الحالات .
قصيدة: (محمود موسى)
قطّ
عن أيديهُنّ
وآتت كلَّ واحدةٍ
أتَتْ منهُنّ سكينا..
أشارت لاسمِها فوق الغلافِ
على كتابِ الشِّعّرِ إهداءً.. وتكوينا
وجاءت باسطواناتِ القصائدِ
مِثْلَ أطباقٍ
القصة القصيرة جداً…
إشكالية تجاذب الهويات والتباسهـا (علي الراعي)
كان ذلك أواخر عقد الثمانينيات من القرن العشرين، فقد نشأ في حركة الشعر، ما أُطلق عليه حينها، قصيدة البياض، بمعنى كانت الصفحة تكتفي بجملة أو جملتين للقول الشعري، ومن ثم كان على بقية البياض من تلك الصفحة، أن يؤوّل ما تبقى من معنى، أو من المعاني التي كانت تبقى في قلب الشاعر، فقد عدّ هذا التكثيف، أو هذا الإيحاء يكفي لوصف الحالة الشعورية، والشعرية، في مقابل ذلك أيضاً -ومازلنا هنا في أواخر عقد الثمانينيات من القرن العشرين – نشأ في القصة القصيرة نوع مشابه لقصيدة البياض، هو القصة – الومضة، هكذا بالحرف، ما أطلق على القصة القصيرة التي ستسمى فيما بعد، وبحوالي أقل من خمس سنوات «القصة القصيرة جداً» والمفارقة هنا، أن مصطلح «الومضة» ستستعيره منها قصيدة البياض فيما بعد، كما صارت تسمى قصيدة «التوقيعة».!
قصيدة:
خطيب (أمير الحلاج)
بين اصبعيه تتراقص الخرزاتُ
وعلى رأسه تشمخ العمامةُ
وأعْلى المنبرِ مقعده المترف
منه يتضوّع المسْكُ
وبجيْبِ قميصه ينتصب المسْواكُ
له قوّة فرض الإصاخة بتسلط العينين
حيث اللسان السليط
الذات الجمالية:
المعيار والجوهر (كريم ناصر)
لا تعدو القصص في “العيون السود” إلّا أن تكون وقائع مستنبطة من الواقع، وبهذا نرى أنّها لا يمكن أن تستغني عن علاقتها بالجمال، فبالنسبة إلى الشخصيات التي تؤدّي أدواراً مضاعفة، فإنّما تبقى في العمق أساس كلّ تجسيد جمالي، كونها تحتلّ أماكن حساسة في البنية السردية.. إنّها في الحقيقة كائنات حيّة ـ معهودة ـ تنمو في أثناء صيرورة السرد، وكأنّها تتفاعل معنا، وتعيش بيننا، وتنتظر منا أن نقول شيئاً بشأنها، ويرجع ذلك إلى خاصيتها الجوهرية وعمق جذورها وتشابك انزياحاتها، والحال هذه يسعى الكاتب “كريم عبد” إلى إغناء البنية الداخلية خاصةً لتكون هي المعيار، هذا المبدأ السائد في المحتوى العام هو الذي يؤطّر مجمل القصص ويمنحها جمالية فريدة فضلاً عن تناغم القوّة، ولذلك نعتقد أنَّ فكرة القصّة تتطلّب غالباً مغامرة كاتب ـ يعرف لغته من دون أن يدخل مجالها اللساني ـ ليبتكر طرائق تعبير جديدة تحفظ هيبة السرد، وتمنحه بعداً دلالياً وقيمة فريدة، فالكاتب لا يكتفي هنا بالنظر إلى الأشياء من زاوية واحدة، بل يطمح في الأعمّ الأغلب إلى تفكيك اللغة الطبيعية التي في الجوهر لإعادة بنائها من جديد، والبحث عن مساحات تسع كلّ الكائنات التي تظلّ أسيرة الواقع.