
كل الاخبار / حسين فوزي
ضمن معطيات إقليمية ودولية تتفجر مناطق للتوتر، ضمن حسابات أطراف توسعية من جهة، ووجود قوى إقليمية ودولية ذات مصلحة في عدم استقرار منطقة موارد الطاقة والعديد من المنتجات الأولية والغذائية الضرورية لإدامة رفاهية العالم المتقدم، بالأخص القوى الكبرى، بجانب قوى إقليمية طامحة لأن تكون متحكمة في المنطقة.
ويأتي هذا التوتر المضاف في المنطقة ضمن حسابات الهدف منها تصريف أجيال السلاح العتيقة لدى منتجيها الكبار من جهة، وضمان الأسباب الكفيلة في استمرار الاستحواذ على عوائد النفط في المرحلة المقبلة من دورة الاقتصاد العالمي، بالأخص القوى الكبرى التي تهدف إلى حلب موارد دول حوض النفط.
ففي 12 يوليو ، هاجمت وحدات من القوات المسلحة الأرمينية بالمدفعية للاستيلاء على مواقع في اتجاه منطقة توفوز على الحدود الأذربيجانية الأرمينية، ردت أذربيجان على هذا الهجوم على الفور وبشكل كاف ، وتم صد العدو بهجوم مضاد.
وينبغي النظر إلى هذا العمل الاستفزازي الذي تقوم به القوات المسلحة الأرمينية على أنه استمرار للأعمال والتصريحات الأخيرة للقيادة الأرمينية المعتدية ، التي تعمل على زيادة التوترات في المنطقة.
إن أرمينيا التي تعكس سياستها العدوانية في الإستراتيجية الأمنية للبلد ، تُظهر صراحة أنها تعمل على كسب مواقع جديدة وزيادة التوترات بدلاً من إزالة عواقب النزاع وسحب قوات الاحتلال من الأراضي المعترف بها دولياً في أذربيجان.
إن هذا الاستفزاز الذي تقوم به أرمينيا يثير التساؤل بجدية عن جوهر المحادثات التي توسط فيها الرؤساء المشاركون لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن تسوية النزاع ألأرمني الأذربيجاني بشأن احتلال أرمينيا لمنطقة ناغورني كاراباخ.
وتسعى أرمينيا إلى إشراك دول ثالثة في الصراع الأرميني الأذربيجاني من خلال هذه الأعمال الاستفزازية. ومع ذلك فإن موقف المجتمع الدولي من سياسة أرمينيا العدوانية معروف جيداً.
وعُقد اجتماع لمجلس الأمن الوطني الأذربيجاني برئاسة الرئيس إلهام علييف بشأن الحادث، وشدد الرئيس علييف على أن السلطات العسكرية - السياسية لأرمينيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن الحادث. وأشار رئيس الدولة أيضا إلى أن عمل أرمينيا لا يمكن وصفه إلا بالنفاق. فمن ناحية تدعو أرمينيا المجتمع الدولي إلى دعم تعزيز وقف إطلاق النار ومن ناحية أخرى مهاجمة الأراضي الأذربيجانية والاستيلاء على المواقع وإطلاق النار على المدنيين والقرى واللجوء إلى الاستفزازات.
ومن جانبها أصدرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بيانا في 12 تموز / يوليو أدانت فيه بشدة هجوم القوات المسلحة الأرمينية في اتجاه منطقة توفوز في جمهورية أذربيجان، وانتهاك وقف إطلاق النار مما أدى إلى مقتل وإصابة جنود أذربيجانيين.
ودعت الأمانة العامة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي كذلك مجلس الأمن الدولي إلى الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من الأراضي المحتلة في أذربيجان.
كما تضمنت البيانات الصادرة عن المنظمتين الدوليتين الإشارة إلى القرارات المتخذة سابقاً بخصوص دعمهما للسوية السلمية للصراع على أساس سيادة أذربيجان وسلامتها الإقليمية وحرمة الحدود المعترف بها دوليًا .