محاولة اغتيال الكاظمي.. الطائرات المسيرة "باتت استراتيجية شائعة لإرسال رسائل تحذيرية
7-نوفمبر-2021

لا تزال محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تجتذب إدانات دولية ومحلية عدة، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن.
وفجر يوم الأحد الماضي ، استهدفت 3 طائرات مسيرة منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء، نجحت النيران الأرضية في إسقاط اثنتين منها، في حين أصابت الثالثة هدفها، ما أدى لإصابة اثنين من حرسه الشخصي، بحسب وكالة فرانس برس.
ورجّح الباحث في مركز "تشاثام هاوس"، ريناد منصور، أن يكون هجوم الأحد "مرتبطا بعملية تشكيل الحكومة"، حسبما قال لفرانس برس.
وأوضح منصور أن الهجمات بالطائرات المسيرة "باتت استراتيجية شائعة لإرسال رسائل تحذيرية ... هي تحذير للكاظمي لكن أيضاً لمقتدى الصدر" الحائز على أكبر عدد من النواب، وفق النتائج الأولية، وكان يقوم بجولات تفاوضية مؤخراً في بغداد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مفاوضات يقودها التيار الصدري الحائز على أكبر عدد من مقاعد البرلمان مع بقية القوى السياسية لاختيار رئيس وزراء وتشكيل حكومة جديدة.
وكان رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، أدان محاولة الاغتيال، عبر حسابه على تويتر، واصفا إياها بأنها محاولة للاعتداء على العراق وسيادته.
"سيناريوهات مفتوحة"
لا يزال أثر هذه العملية على اختيار رئيس الوزراء غير واضح لبعض القوى السياسية، إذ يقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، صبحي المندلاوي، إن المشهد في العراق "متشابك"، مردفا أن "الأزمات كثيرة وكل الاحتمالات واردة وهذه العملية (محاولة الاغتيال) جاءت في وقت دقيق وحرج".
وأضاف المندلاوي في حديثه مع "الحرة"واطلعت عليها كل الاخبار "لغاية الآن الأمر غير محسوم سواء من جانب من يعترض على نتائج الانتخابات أو الفائز بها ... حتى التيار الصدري، المرشح الأوفر حظا لتسمية رئيس وزراء، لم يحدد بالضبط اسم شخص معين يرشحه سواء صدري قح أو مرشح آخر، أو الكاظمي نفسه".
وقال المندلاوي إن تدهور الأوضاع السياسية بالعراق ليس من مصلحة أحد، وأنه يضر حتى المعترضين (على نتائج الانتخابات)، بحسب تعبيره.
ويرى رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء ليست "رسالة تحذير.. بل هي محاولة تصفية سياسية"، بحسب وصفه.
وقال الشمري إن الأطراف التي تقف وراء محاولة الاغتيال "قد تكون على علم بأن الكاظمي لديه حظوظ والصدر قد يعيد طرح اسمه"، وأن الاستهداف هدفه إبعاد الكاظمي عن الترشح نهائيا، بحسب تعبيره.
وتوقع الشمري أن هذه المحاولة ستحفز يحفز الأطراف السياسية للذهاب نحوم مفاوضات وتشكيل خارطة سياسية بشكل أسرع. وقال لموقع قناة "الحرة" إن "مجرد تأخير المفاوضات يعطي رسالة على أن القوى السياسية الفائزة رضخت لإرهاب الجهات التي تستعدي الكاظمي".
ويتفق الباحث السياسي، بسام القزويني، مع الشمري في أن "عملية الاستهداف الفاشلة هي رسالة واضحة بأن لا يتولى (الكاظمي) ولاية ثانية ... الرجل مؤمن بالعملية الدستورية والقانونية ولم يفرض نفسه ولم يدخل في حزب خلال الانتخابات الأخيرة".
ويؤكد القزويني في حديث لموقع قناة "الحرة" أن الاستهداف يهدف إلى التأثير في "طاولة المفاوضات" لتشكيل الحكومة.
"مزيد من التصعيد"
وبينما لم تصدر النتائج النهائية للانتخابات بعد حيث لا تزال المفوضية العليا للانتخابات بصدد دراسة الطعون في المراحل الأخيرة، تشير النتائج الأولية إلى حصول التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على 73 مقعدا من أصل 329، وبذلك ستكون له مجدّدا الكتلة الأكبر في البرلمان، ولكنه لا يملك الغالبية فيه.