مخاوف من إدخال البلد بالفراغ التشريعي...البرلمان يضع شرطاً على الحكومة لحلّ نفسه: حديث تأجيل الانتخابات أصبح مطروحاً بجدية
21-أغسطس-2021

اتفقت رئاسة مجلس النواب، على عدم عقد أي جلسة للبرلمان لحلّ نفسه إلا في حال تم تثبيت إجراء الانتخابات المقررة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ويثير احتمال تأجيل الانتخابات المبكرة مخاوف من أن يؤدي إلى دخول البلاد في فراغ تشريعي خطير خصوصاً إذا سبقه حلّ البرلمان العراقي.
ووفقا لمراقبين في الشأن السياسي، أكدوا أنه، بحسب آخر المعطيات والمعلومات، فإن ثمّة قناعة سائدة لدى معظم الأطراف بأن البلاد "غير مُهيّأة لخيار الانتخابات"، وأن "كلّ ما يدور في الاعلام من أحاديث هو شراء للوقت ليس إلّا". ولذا، تُوجّه القوى السياسية أنظارها إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في الشهرين المقبلين، ولا سيما أن مؤشّرات تأجيل الاقتراع بدأت تلوح في الأفق. وفي هذا السياق، يبدو أن الأميركيين لم يعودوا يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة لعلمهم بأنها لن تُحدث أيّ تغيير في الخارطة السياسية العراقية،
ولم يعقد البرلمان منذ شهرين أي جلسة رسمية له، إذ أخفقت محاولات سابقة في عقد جلسات رسمية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، فضلاً عن أن انشغال غالبية القوى السياسية بالحملات الدعائية للانتخابات، أسهم في سفر الكثير منها لمحافظاتها ومدنها وترك العاصمة بغداد.
وحول هذه التطورات، قال عضو بارز في البرلمان، طلب عدم ذكر اسمه"، إن "رئاسة البرلمان اتفقت على عدم عقد أي جلسة للبرلمان لحلّ نفسه إلا في حال تم تثبيت إجراء الانتخابات"، مشيراً إلى أن "بعض القوى أثارت إمكانية حلّ البرلمان مع تأجيل الانتخابات، وهو ما قد يُدخِل العراق في فراغ تشريعي. ما دفع رئاسة البرلمان إلى الاتفاق مع بعض القوى الكبيرة على عدم حلّه إلا قبل تحديد موعد إجراء الانتخابات بموعدها الحالي أو الجديد". وأكد أن "رئاسة البرلمان تخوفت من محاولات استغلال قرار البرلمان بحلّ نفسه، من قبل بعض الأطراف التي تريد إدخال البلد في دوامة، لذا دفعت باتجاه اتخاذ خطوة تمنع ذلك".
وأكد نواب أن القانون الذي نصّ على حلّ البرلمان نفسه، غير مرتبط بالموعد الحالي لإجراء الانتخابات، بل متعلق بإجرائها بأي موعد كان، فلا يحلّ البرلمان إلا قبل إجراء الانتخابات بثلاثة أيام.
من جهته، كشف النائب المستقل كاظم الصيادي، عن اتفاق سياسي جديد يؤكد تأجيل إجراء انتخابات مجلس النواب إلى منتصف العام 2022.
وقال الصيادي "كل شيء بالدولة العراقية عبارة عن توافق واتفاق ومحاصصة وصفقات سياسية، وما يجري أمام المواطن هو بمثابة تسويف او مماطلة عكس ما يحدث خلف الكواليس السياسية".
وأضاف إنه "من المستحيل اجراء انتخابات مبكرة لمجلس النواب بسبب عدم جاهزية المفوضية وعدم توفر الاموال اللازمة، بالإضافة إلى عدم رغبة الكتل السياسية"، مشيرا إلى أن "القوى السياسية اتفقت على إجراء الانتخابات في منتصف 2022".
من جانبه، رأى عضو مجلس النواب باسم خشان، أن حديث الكتل السياسية عن حل مجلس النواب العراقي من أجل إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة "دعاية انتخابية".
وقال خشان، إن "حديث الكتل السياسية عن حل البرلمان دعاية انتخابية، ليس إلا.. في الحقيقة هم لا يريدون حل البرلمان، بل إكمال دورته الحالية، حتى يبقى نفوذهم لمدة أطول".
وأوضح أن "جميع القوى السياسية، وليس الأغلبية، لا تريد إجراء الانتخابات المبكرة، وحديثهم عن دعم المبكرة هو أيضا يأتي ضمن الدعاية الانتخابية لهم أمام جمهورهم والشارع العراقي الغاضب، ولهذا لا نتوقع ان تكون هناك انتخابات برلمانية مبكرة، ولن نرى حل البرلمان إلا بانتهاء دورته الحالية".