مصدر رفيع المستوى يوضح الأسباب...العراق مقبل على تغيير في سياسته بمجال الطاقة مع إيران
20-Sep-2021

أكد مصدر مطلع، أن العراق مقبل على تغيير في سياسته بمجال الطاقة مع إيران بعد الاتفاقيات المُبرمة مؤخراً بين الإدارة العراقية وشركة "توتال" الفرنسية.
وقال مصدر خاص لجريدة كل الأخبار أن الاتفاقيات المُبرمة مؤخراً بين الإدارة العراقية وشركة "توتال" الفرنسية، قد تعكس تغيّراً في مقاربة بغداد تجاه تعاونها في مجال الطاقة مع إيران، وأنها قد تبدأ أخيراً في الابتعاد عن الدوران في فلك الطاقة الإيراني".
وأضاف أن الإصرار العراقي على استيراد النفط الإيراني كان سببه أحد وزراء النفط السابقين وبعض الأحزاب السياسية المقرّبة من طهران، رغم معارضة كبار المختصّين والمهندسين بوزارة النفط، إلا أن اليوم هناك دراسة جدية بالابتعاد وتغيير في السياسة العراقية الإيرانية".
يعتمد العراق خلال ما يزيد على عقدٍ ونصف العقد على إيران مورّداً رئيسياً للطاقة التي تبيعه إياها بأسعار باهظة تفوق متوسط السعر العالمي، فيما يواجه المسؤولون العراقيون انتقادات لاذعة في البلد الغني بالنفط لكنّ مواطنيه يعانون أزمة انقطاع التيار الكهربائي على نحو متكرر.
وتصدّر طهران نحو 1.2 غيغاوات من الكهرباء إلى بغداد، ويعادل هذا الرقم 7% تقريباً من إجمالي احتياجات العراق من الكهرباء البالغة 18.4 غيغاوات. وتحل مساهمة إيران في المرتبة الأولى بين الدول المساهمة في شبكة الكهرباء العراقية، وتكون في شكل صادرات غاز طبيعي.
ويستورد العراق الغاز الإيراني بسعر 11.23 دولاراً لكل ألف قدم مكعّبة، وهو سعر مرتفع مقارنة بالأسعار العالمية.
وخلال الأعوام الماضية، أُهدِر ما يزيد على نصف الغاز الطبيعي العراقي، إذ يُحرَق لعدم توفُّر بنى تحتيّة ومعدّات مناسبة لجمع الغاز في حقول النفط العراقية ثم استخدامه في عملية توليد الكهرباء.
ووفقاً للبنك الدولي، فإن العراق يحرق نحو 18 مليار متر مكعّب من الغاز المرتبط بالبترول سنوياً، ليصبح الأعلى عالمياً بعد روسيا. وتُعد تلك الكمية كافية لمد نحو 3 ملايين منزل بالطاقة، حسب وكالة الطاقة الدولية.
ويتهم متابعون لشؤون الطاقة العراقية المسؤولين في بغداد بعدم السعي لتوفير البنى التحتيّة اللازمة لاستغلال طاقتها من الغاز الطبيعي، مؤكّدين أن حرقه يسبب كوارث بيئيّة وصحيّة، مثل الاحتباس الحراري، وعديد الأمراض من ضمنها الربو والسرطان وارتفاع ضغط الدم.
ومع عجز الحكومة العراقية عن سداد ديونها الناتجة عن استيراد الغاز بأسعار باهظة من طهران، تمتنع الأخيرة عن توفير كامل الإمدادات من الغاز الطبيعي المتعاقد عليها للعراق، ليحفّز ذلك موجات احتجاجية متكررّة بسبب انقطاع الكهرباء.
ووقعت الحكومة العراقية، اتفاقاً ضخماً مع شركة توتال الفرنسية، ضمن مشروع كبير، لاستثمار الغاز المصاحب للنفط، في الحقول الجنوبية، فضلاً عن تعزيز مسار مشروعات الطاقة النظيفة، بعد توقيع عقد مع شركة "مصدر" الإماراتية
ويهدف الاتفاق بحسب بيان مجلس الوزراء إلى "تحقيق الاستثمار الأمثل لثروات العراق، من الاحتياطي النفط والغازي والثروة المائية، وتأمين درجة عالية من الاستقرار للطاقة الكهربائية، فضلاً عن رفع الطاقة الإنتاجية للنفط، وذلك عبر أربع مشاريع كبرى".