
أحمد إبراهيم
رصدت عدد من التقارير الصحفية حالة كبيرة من الغضب في الإمارات ، وهي الحالة التي تتصاعد نتيجة لبعض من التصريحات السياسية التي تصدرها قيادات فلسطينية مسؤولة ، وهي القيادات التي وجهت لدولة الإمارات اتهامات بالإضرار بالقضية والمصالح الفلسطينية مع هذا الأتفاق.
وتشير صحيفة تايمز في تقرير لها إلى أن بعض من رجال الأعمال الفلسطينيين ممن يعيشون في الخليج تحدثوا مع القيادة الفلسطينية في الأيام القليلة الماضية وطالبوها بعدم جعل الأزمة الدبلوماسية مع الإمارات أسوأ، خاصة وأن هذه الحرب أو الخلاف الدبلوماسي بين السلطة الفلسطينية من جهة والحكومة الإماراتية من الممكن أن ينعكس بصورة سلبية على مصالح رجال الأعمال ، بالإضافة إلى انعكاسة ايضا على مصالح أبناء الجالية الفلسطينية في الإمارات ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة .
اللافت إنه ووفقًا لهؤلاء الرجال فإن هناك اهتمام فلسطيني بهذه المشكلة ، غير أن الكثير من التوجهات السياسية التي تتخذها السلطة باتت تنعكس بصورة سلبية عليهم.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن عدد من هؤلاء الرجال طالبوا السلطة بضرورة إعادة النظر في قرارها بمقاطعة معرض إكسبو الذي سيقام في دبي خلال عام 2021 ، خاصة وأن مقاطعة هذا المعرض من الممكن أن يؤدي إلى الكثير من الأضرار بالأنشطة الاقتصادية الفلسطينية بصورة واضحة.
غير أن البعض من التقارير الصحفية طرحت تساؤل أخر مفاده...هل باتت سياسات حركة فتح تصلح للتحديات السياسية التي تواجهها المنطقة؟
سؤال طرحته عدد من الدوائر الفلسطينية أخيرا ، وهو ما وضح مع تواصل عدد من المسؤولين في حركة فتح ممن أكدوا قيادات في السلطة الفلسطينية والحركة أيضا بأن السياسة الفلسطينية الحالية في التعاطي مع تطورات عملية السلام عفا عليها الزمن ولا تساعد على تحقيق أي تطور سياسي.
وأشار التليفزيون البريطاني في تقرير له ، مستندا على مصادر مسؤولة في فتح ، إلى أن السياسات الفلسطينية فشلت في الكثير من الملفات لعل أبرزها تعزيز المصلحة الفلسطينية ، ومواجهة التحديات السياسية التي تضر بالقضية الفلسطينية الآن.
ونوه التقرير إلى أن إلغاء التنسيق الأمني أنعكس بصورة سلبية على الفلسطينيين ، مطالبين الرئيس عباس بضرورة إعادة التنسيق مع الاحتلال ، وقيادة حواراً صريحاً مع المستوى السياسي لمواجهة التحديات التي تفرضها اتفاقيات السلام الإسرائيلية العربية الان، خاصة وأن الكثير من الدول العربية الان بات بالفعل يقيم علاقات مع إسرائيل ، وبالتالي لا يوجد معنى لوقف التنسيق الامني الأن.
وأشار التقرير إلى أن هذه باتت فرصة للفلسطينيين من أجل اللحاق بالتطورات السياسية الحاصلة بالمنطقة ، وهي التطورات التي تتواصل بلا توقف.
اللافت أن التقرير رصد الكثير من الانتقادات التي وجهتها هذه القيادات الفلسطينية للرئيس محمود عباس ، وهي الانتقادات التي تم طرحها أخيرا في الاجتماعات السياسية لقيادات حركة فتح ، الأمر الذي دفع بعدد من هذه القيادات إلى الحديث عن إمكانية وجود تغييرات قريبة في السياسات التي ينتهجها الرئيس عباس.
من ناحية أخرى قال عدد من المعلقين السياسيين في حركة فتح إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوقف التنسيق مع الاحتلال بعد نيته تحقيق الضم في الضفة الغربية.
وأشار التليفزيون الألماني في تقرير لها إن اتفاقية التطبيع بين الاحتلال و الإمارات ألغت الضم بشكل كامل ، لذا فهي فرصة كبيرة لأبو مازن لتغيير سياساته والعمل جديا على تجديد التنسيق مع الاحتلال ، واغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق تجديد التقدم السياسي مع إسرائيل دون أي ضرر سياسي فعلي أو أي خطر على استقرار السلطة بعد الأزمة المالية الشديدة التي تعصف بالسلطة الفلسطينية هذه الايام