من ست محافظات ...العراق يدخل أزمة جديدة: تسجيل عشرات عمليات النزوح جرّاء الجفاف
11-ابريل-2022

مع استمرار انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات في العراق، وشح تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء، تزداد معاناة الفلاحين في القرى والأرياف، وخصوصاً في محافظتي ديالى وصلاح الدين شرق وشمال شرقي البلاد، ومدن أخرى جنوبي العراق.
وأطلق مسؤولون محليون تحذيرات من موجات نزوح من القرى المتضررة بسبب الجفاف، بالإضافة إلى تضرر الثروة الحيوانية وزيادة التصحر وخروج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية عن الخدمة.
وقال البرلمان إنه أمر بتشكيل وفد نيابي للتوجه إلى العاصمتين التركية والإيرانية أنقرة وطهران، لبحث أزمة المياه وحث البلدين على تقاسم الضرر مع العراق.
وحثت رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت جيران العراق على بدء حوارات حول تقاسم المياه، في ظل أزمة مائية ضربت العراق منذ العام الماضي نتيجة تراجع الإيرادات المائية التي تأتي من إيران وتركيا، محذرة من أنّ "التخفيض النشط لتدفقات المياه من البلدان المجاورة إلى العراق يمثل تهديداً خطيراً آخر".
وتفيد مصادر عراقية رفيعة المستوى في بغداد، في حديث لـ"العربي الجديد"، بتسجيل عشرات عمليات النزوح في مناطق شمال وشمال شرقي ديالى، وصلاح الدين، بالإضافة إلى محافظات واسط وذي قار والمثنى.
ويقول مسؤول في وزارة الهجرة إن غالبية النازحين عن القرى باعوا مواشيهم ويلجؤون إلى لمدن بحثاً عن مصادر رزق أخرى، محذراً من أن استمرار الأزمة قد يكون أول موجة نزوح من نوعها بعد انتهاء حقبة معارك "داعش" في حال استمرارها.
ويحذر مسؤولون محليون في المحافظات من تأثير شح المياه على استقرار العائلات ونزوحها من الريف إلى المدن الكبيرة.
ويقول مدير زراعة نينوى ربيع إلياس إن "نزوح عدد كبير من سكان قرى وريف نينوى إلى المدينة زاد من نسبة البطالة والفقر والمشاكل الاجتماعية والأسرية". يضيف أن "على الحكومة العراقية التحرك بشكل كبير لاستدراك هذه الكارثة، إذ إن هذا النزوح سيؤثر سلباً على البنى التحتية والكهرباء والخدمات الصحية التي ما تزال متضررة من العمليات العسكرية الأخيرة على المحافظة حتى الآن".
من جهته، يحذر أمجد السامرائي، وهو مدير زراعة بلدة المعتصم جنوبي سامراء، من "مشاكل وصراعات بين المزارعين، الأمر الذي حدث مؤخراً، لا سيما الذين يعتمدون على المشاريع أو الري بالقنوات، إذ تؤثر قلة المياه على حصتهم منها، وقد بدأت مسألة توزيع المياه تثير الخلافات بينهم".
ودفع شح المياه الحكومة العراقية إلى تقليص المساحات المزروعة بنسبة 50 في المائة خلال العام الحالي.