
كتب / رئيس التحرير
لطالما اعتقدنا متأكدين ان المندسين هم الساسة الفاسدون.. المتشبثون بالكراسي والباحثون عن المزيد فرص ثراء فاحش، من دون اهتمام بمصلحة الشعب ومستقبل الوطن، وهم جزء من معادلة الشر والضرر الذي لحق بالعراق الذي دفع الثمن من حاضره ومستقبله.
المندسون كلمة شيطانية روج لها في وسائل الاعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي وكنا كلما ضقنا ذرعا باحدهم نسبنا اليه الاندساس والاختلاس والتدليس في امور شتى في الحياة والسياسة ودخلت كلمة المندس في كل ناحية واتجاه ومكان ومناسبة.. في التظاهرات واروقة الجيش والشرطة ودوائر الدولة ومؤسساتها وكل مايتعلق بنشاط مجتمعي، واصبح الجميع مندسين واغلبهم غير ذلك ولم نعد نميز بين المندس وغير المندس حتى شككنا بانفسنا ووجودنا وانسانيتنا ومستقبلنا وطريقتنا في الحياة التي نريد ونتمنى.
اليوم نحن اقرب الى الهاوية من اي زمن مضى، جراء المنافسة غير الشريفة والرغبة في تحقيق مكاسب دنيئة على حساب الوطن الذي ابتلي بجماعات تحاول تحقيق ما تريد من دون ان تعطي شيئا، بل وعطلت الحياة وخربت كل شي وحولت العراق الى ساحة مفتوحة لطموحاتها غير المشروعة وتناست عمدا مسؤولياتها الاخلاقية والمهنية التي تتطلب الالتزام واحترام الذات والتضحية والايثار وعدم إهمال الفئات الاجتماعية الاكثر حرمانا والتي تعيش على الهامش.
الوطن ليس ملكا لاحد.. إنه للجميع، لذلك فالإرادات كافة تنبع منه وتصب فيه، أما إيقاف التداعي نحو الإنهيار الذي لا نهضة بعده، فيبدأ من الإجابة عن سؤال مشروع، يتأتى من حق المغدور أن يعرف من قاتله؛ لذلك من السبب؟ المندسون ام القيادات ام الزعماء؟ المندسون في قواتنا المسلحة والتظاهرات وساحات الاعتصام والحشد والكورد، والذين يتسللون حتى الى مشاكلنا العائلية مندسين بين الرجل وإمرأته، حتى باتوا هاجسا شريرا يحضر حيثما ذر الشيطان قرنه.. الزعماء والقيادات الفاشلة هم "المندسون".