نحو 12 ألف متهم في العام 2021 المخدرات في العراق.. أرقام مقلقة عن انتشارها وخاصة بين صفوف الشباب
22-ديسمبر-2022

تعد آفة المخدرات في العراق من أبرز المخاطر التي تواجه شرائح المجتمع، في ظل أرقام مقلقة عن انتشارها وخاصة بين صفوف الشباب الذين يعدون الضحية الأبرز لها، في الوقت الذي تكافح فيه الأجهزة الأمنية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
تواصل السلطات العراقية عمليات مداهمة واعتقال تجار ومروجي المخدرات في مختلف محافظات البلاد، إضافة إلى السيطرة على كميات كبيرة من أنواع مختلفة من المخدرات التي تدخل إلى العراق عبر الطرق البرية من سورية وإيران وتركيا، فيما شهدت مدن عدة من البلاد عمليات اشتباك مسلح مع المتاجرين بالمخدرات، سقط على أثرها ضباط من قوات الأمن
ورغم خطرها المحدق بكل مناطق البلاد، إلا ان انتشار المخدرات يتباين في المحافظات، مع تباين أنواعها الرائجة والتي تشكل خطرا على جميع فئات المجتمع.
عدد المتهمين المقبوض عليهم
ووفق احصائية رسمية لمجلس القضاء الاعلى، فإن عدد الملقى القبض عليهم بجرم التعاطي والتجارة بالمخدرات خلال العام 2021 بلغ 11789 متهماً منهم 328 تحت سن 18.
واحتلت محافظة بغداد الصدارة حيث تم القاء القبض على 1933 متهماً وتليها البصرة 1871 متهماً ثم بابل في المرتبة الثالثة 1617 متهما، وفق مجلس القضاء.
ويقول مصدر أمني لكل الأخبار إن "هذا الانتشار ينافس عمليات السيطرة، وهو ما تدركه السلطات، وللأسف الفساد المالي المستشري في أجهزة الدولة يساهم في تمرير المخدرات إلى معظم مدن العراق، كما أن هناك مخدرات تدخل محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، مصدرها معبر بنجوين في السليمانية الذي تسيطر عليه قوات من حزب العمال الكردستاني، ما يؤثر بشكل كبير على جهود ضبط المعابر الحدودية من جانبي سورية وإيران".
وأضاف أن "جهود قواتنا تركز على رصد تجار المخدرات المحليين، وهناك تعاون كبير مع جهاز المخابرات ومديرية الاستخبارات في تعقب التجار الكبار الذين يمارسون أدواراً تخريبية في العراق".
ويقول عضو مفوضية حقوق الانسان السابق فاضل الغراوي إن “اغلب الفئات العمرية المتعاطية للمخدرات تقع مابين بين 15- 35 عاما حيث يعتبرون هم الاكثر عرضة لها “، مؤكداً أن “بغداد والبصرة والناصرية وميسان تأتي في مقدمة المحافظات التي تنتشر فيها المخدرات بشكل كبير”.
أنواع المخدرات في العراق
وتابع أن “أكثر انواع المخدرات المنتشرة في العراق حالياً هي الكرستال، ومادة الكبتاكون، 0-1، وتعتبر من التجارات الرابحة مؤخراً”.
وقدم الغراوي مقترحاً لتخفيف حدة الادمان من المخدرات، عن “طريق توفير مصحات تأهيلية بدل السجن لمتعاطي المخدرات كونهم يعتبرون من المرضى للقضاء على الادمان وتنظيف المتعاطي بشكل صيحيح”.
بدوره، أشار رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية ارشد الصالحي ، إن “الافة الخطيرة التي تهدد بلدنا اليوم هي المخدرات وتجارة البشر”.
وتابع الصالحي: “نحن ملزمون بالوقوف بوجه جميع التحديات وان لاتكون حقوق الانسان شعارا يردد فقط”، مستدركا “نعيش في بلد فيه حقوق الانسان دون طموح”.
وشدد رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية على “ضرورة العمل للانضمام للاتفاقيات الانسانية الدولية لكي نكون ملزمين بتطبيقها”، مشيرا الى “تشريع وتعديل القوانين الخاصة بحقوق الانسان”.
من بلد عبور إلى مستهلك
من جهته، ويقول عضو لجنة الامن والدفاع بالبرلمان السابق كاطع الركابي إن “ضعف الاداء الحكومي سبب رئيس في انتشار آفة المخدرات وادى الى توسعها حتى اصبح العراق مستهلكا بعد ان كان معبرا لدول الجوار”.
وأضاف الركابي، أن “انعدام الرقابة الاجتماعية ايضا جزء في اتساع الظاهرة على مستوى محافظات العراق”.
واشار عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق الى، أن “هناك روافد وثغرات كبيرة في المنافد الحدودية العراقية يتم من خلالها إدخال انواع عديدة المخدرات”.
وطالب الركابي، “القوات الأمنية ومديرية مكافحة المخدرات في جميع المحافظات الى اتخاذ التدابير كافة للحد من انتشار هذه الظاهرة التي تؤدي إلى فساد المجتمع”.
ولفت عضو البرلمان السابق الى، ان “هناك اياد خبيثة تسعى قدر الامكان الى نشر هذه الآفة بين فئات المجتمع العراقي”.
عوامل انتشار المخدرات
ويعد الفقر والبطالة عاملان رئيسيان لانتشار المواد المخدرة في العراق، إذ تشير وزارة العمل والشؤون الإجتماعية إلى أن هناك 4 ملايين عاطل عن العمل تم تسجيل أسمائهم في العراق.
فيما تقول وزارة التخطيط إن 14% من الشباب العراقي عاطلون عن العمل ولا يملكون أي مصدر للدخل.
غياب فرص العمل دفع العراقيين إلى التشبث بأي فرصة أخرى منها المتاجرة بالمواد المخدرة والمواد الأكثر انتشاراً من نوع الكريستال لأن سعرها رخيص ويدمن عليها المتعاطون سريعاً.
وكانت مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية قد أعلنت إلقاء القبض على 15 ألف متهم بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات، وضبط أكثر من 400 كيلو غرام من المواد المخدرة، 80% منها مادة الكريستال خلال العام 2022، فيما اشارت إلى أن مادة الكريستال تدخل عبر محافظتي ميسان والبصرة، فيما تدخل مادة الكبتاغون عبر الأنبار.
وفي السنوات الأخيرة، بات العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات الأمنية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال مئات من تجار المخدرات ومتعاطيها وساهمت بمحاصرة شبكات توريدها.