وجود رغبة جماهيرية للاحتجاج ... التظاهرات تدخل أحد أوراق الضغط لحل الانسداد السياسي
29-مايو-2022

يطرح سياسيون عراقيون، أخيراً، سيناريو اللجوء إلى تحشيد الشارع من قبل القوى السياسية كإحدى أقرب أوراق الضغط للتحقق خلال الفترة المقبلة، في ظل انسداد سياسي غير مسبوق بالبلاد يدخل شهره السابع على التوالي منذ إجراء الانتخابات التشريعية في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى اتساع حدة الأزمة وخلق فوضى أمنية، خاصة في بغداد ومدن جنوب ووسط.
وخلال الأسابيع الماضية، صدرت إشارات عدة من قبل قوى سياسية مختلفة حول التظاهرات والنزول إلى الشارع للضغط من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة، لعل من أوضحها خطاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأسبوع الماضي، الذي ألمح إلى ذلك صراحه بقوله مخاطباً خصومه بالأزمة السياسية الحالية تحالف "الإطار التنسيقي"، بالقول: "إن لم تتقوا الله فتقوا غضبة الحليم والمظلوم فللمظلوم زأرة لن تكونوا في مأمن منها ولات حين مناص".
وفي السياق، أكد عضو بارز في التيار الصدري ببغداد، بأنهم "أقرب إلى النزول للشارع أكثر من أي وقت مضى"، مضيفاً أن "مصادرة حق التيار الصدري بتشكيل الحكومة، بصفته الفائز في الانتخابات أو محاولة الالتفاف عليها، سيتم الرد عليه بتظاهرات مليونية في بغداد وجنوب ووسط العراق وكل مكان في البلاد"، وفقاً لتعبيره.
واعتبر أن "خيار التظاهرات سيكون الأخير للتعامل مع الأزمة السياسية ومواجهة أي التفاف أو محاولة سلب حق التيار الصدري بتشكيل الحكومة".
فاضل موات، عضو تحالف "دولة القانون"، حذّر من استمرار التلويح بالشارع في هذا الأزمة، معتبراً أن "استخدام الشارع في التفاوض والضغط على المتنافسين أمر يعقد المشهد ويزيد من المشاكل، لأن الكتل السياسية الأخرى لها جمهورها فلو استخدمت هذا الجمهور بطريقة فرض الإرادات حتماً ستحصل بعض التصرفات التي لا تتناسب مع العمل والتحرك السياسي".
وأوضح موات مخاطر زج الشارع، قائلاً إن "البلد في وضع معقد والملف الأمني مرتبك، والوضع الاقتصادي متذبذب والتدخلات الخارجية كثيرة والكتل السياسية متباعدة في التفكير ولا وجود لمفاوضات جدية، لذلك فإن أي محاولة لزج الشارع بهذا الصراع السياسي قد تنقلب على الجميع وتؤدي إلى مزيد من التعقيد والفوضى، لذلك ننصح الجميع بعدم اللجوء للشارع".
ورد عضو التيار الصدري إياد الغريباوي على الجدل الدائر حالياً حيال النزول للشارع والتظاهر لدعم موقف الصدر السياسي بالقول: "مستعدون إن كانت تظاهرة مركزية فنحن جاهزون وإن كانت في كل المحافظات أيضاً سنكون موجودين كل حسب محافظته، لكن لم نبلغ بوجود مثل نية للتظاهر كهذه".
ويبيّن الغريباوي حقيقة وجود دعوة للتظاهر بالقول إنه "لا نخفي حقيقة وجود رغبة من القاعدة الشعبية الجماهيرية للتظاهر لتبيان الموقف من الالتفاف الذي حصل على فوز الكتلة الصدرية ومحاولة البعض لسلب أحقيتها في تشكيل الحكومة. لا بد من أن نوضح رأينا هذه أصواتنا وإرادتنا وهنالك من يريد سرقتها مصادرتها، لكن في النهاية القرار بيد السيد مقتدى الصدر".