وسط تحذيرات من هجمات جديدة تكرار الخروق الأمنية.. دعوات لمراجعة الخطط العسكرية
20-نوفمبر-2022

وسط تحذيرات من هجمات جديدة لعصابات داعش الإرهابية، يثير تكرار الخروق الأمنية في العراق، وآخرها هجوم كركوك، تساؤلات حول إدارة المعركة مع هذا التنظيم الإرهابي، مع دعوات لمراجعة الخطط العسكرية وتكثيف الجهد الاستخباراتي وتنويع مصادر المعلومات لاستباق أي عملية جديدة للتنظيم.
وشدد متخصصون في الشأن الأمني على ضرورة مراجعة الخطط وأداء القادة في كركوك، بعد هجوم لتنظيم داعش أسفر عن استشهاد أربعة جنود، وفيما أشاروا إلى أن المعركة مع التنظيم حاليا هي معركة استخبارات، أفاد عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية بأن اللجنة ستستضيف عددا من القادة الأمنيين لمناقشة الخروق الأمنية المتكررة.
وأفاد مصدر أمني، بصدور آوامر صارمة من رئيس اركان الجيش، اثر الهجوم الارهابي في الدبس جنوبي كركوك.
وقال المصدر لكل الأخبار إن "رئيس اركان الجيش الفريق عبد الامير يارلله أمر بحجز جميع ضباط عمليات كركوك على خلفية التعرض الارهابي الأخير الذي أدى الى استشهاد عدد من الجنود".
وأضاف، أن "يار الله وجه بالتحاق جميع الضباط وقطع اجازاتهم وايداع امر اللواء 31 وضباط الاستخبارات السجن".
هجمات متباعدة
ويقول الخبير في الشأن الأمني العراقي فاضل أبو رغيف إن “جنوب محافظة كركوك كمناطق الرشاد والحويجة ومكتب خالد، وغيرها من المناطق، كانت وما زالت معقلا لتنظيم داعش الإرهابي، وقاعدة البيانات والأجهزة الاستخباراتية تعمل على توجيه الضربات على مدار الأيام في هذه المناطق، وعلى الرغم من خطورتها وعشعشة التنظيم فيها، هناك جهد استخباراتي وجهد معلوماتي للقيام بعمليات أمنية وعسكرية بتلك المناطق”.
ويبين أبو رغيف أن “تنظيم داعش يحاول أن يعمل على تنفيذ عمليات بين فترات متباعدة، وهذه العمليات ربما تجري على حين غفلة أو في منطقة رخوة أو ثغرة أمنية وعسكرية ببعض المناطق، فهو يعتمد على هذه القضايا في عملياته الإرهابية ضد القطعات العسكرية”.
ويتابع أن “ما حصل في كركوك عبارة عن عملية غدر استغل عناصر تنظيم داعش الإرهابي فيها الظلام، وهذه العناصر الإرهابية استغلت الغفلة، وهناك حاليا جهد استخباراتي وأمني كبير لملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة بهذه العملية الغادرة”.
وعلى خلفية الهجوم، أمر قائد المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك الفريق الركن علي الفريجي بتوقيف آمر لواء وضابط استخبارات، متهما إياهما بالإهمال.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن الأخير اتصل بوزير الدفاع وتابع تفاصيل الرد والإجراءات الفورية إزاء الاعتداء الإرهابي في كركوك، مبينا أن السوداني وجه “بإدامة زخم المواجهة وملاحقة مرتكبي الجريمة”.
وفي السياق ذاته، يوضح الخبير في الشأن العسكري والسياسي أحمد الشريفي، أن “تكرار الخروق الأمنية في كركوك، على الرغم من كل العمليات العسكرية والأمنية التي تجري فيها بين حين وآخر، يتطلب مراجعة كافة تلك الخطط مع مراجعة دقيقة لعمل بعض القيادات الأمنية في المناطق التي تتكرر فيها الخروق”.
ويشير الشريفي إلى أن “المعركة مع تنظيم داعش هي معركة معلومات واستخبارات، ولهذا يجب تكثيف الجهد الاستخباراتي وتنويع مصادر المعلومات، فلا يمكن الاعتماد فقط على الخطط العسكرية والأمنية التي تجريها القوات الأمنية بين حين وآخر، وعلى الرغم من ذلك تتكرر الخروق”.
ويضيف أن “القوات الأمنية يجب أن تكون لها مصادر للمعلومات من داخل المناطق التي ما زال يعتقد أنها فيها حواضن للإرهابيين، فالمصادر الأمنية المتنوعة هي الطريقة التي يمكن من خلالها منع هكذا خروق أمنية من خلال إفشال أي تحرك إرهابي بشكل مسبق”.