
كل الاخبار / ياس العلي
حل الاسلام بالتوحيد، منذ ألف واربعمائة و"كسور" مبقيا على فريضة الحج الى الكعبة، ونحر الاضاحي قربانا لله.. جل وعلا.. بعد أن كانوا يتقربون بها زلفى، الى أوثان تضر ولا تنفع، في المكان نفسه.
المنظومة القيمية تغيرت، على وجه الارض مدى التاريخ؛ بمجيء الاسلام، إلا أن قريشا إحتفظت بمكانتها الدينية.. من الاوثان الى التوحيد.. بل إزدادت كيل بعير!
ونحن.. منذ الألف واربعمائة عام و"كسور" نفسها، نتبادل التهاني بعيد الأضحى، الذي حل اليوم، وبدأت تنهال علينا التبريكات... سيل من إيقونات التفاؤل، تتمنى لنا عيدا سعيدا وأياما مباركة، لكن ليس من شغاف القلب، إنما تزويقا من ظاهر يد خولة "لخولة أطلال ببرقة ثهمد.. تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد".
كلائش جاهزة منقولة، تُتداول بين آلاف لا تجمعهم صلة، إلا ما رحم ربي قلوب تدعي الصفاء وتتظاهر بالنقاء، لكن لا عذر لناكر الجميل، الذي لايصون الخبز والملح ولا يرد الجميل ولا يفي للمواقف النبيلة، قاطعا سبيل المعروف، لأن البادئ أظلم، فلا عذر لخائن الامانة ماليا ومعنويا، كما أن لا مسامحة، في عيد او سواه، لأننا لسنا أنبياء، كي نعفوا عند المقدرة، ولا مغفلين نفكر بذاكرة مثقوبة فننسى "الدكايك الناقصة" لذلك ستكون لنا وقفة متميزة مع المهنئين بعيد الاضحى، وهم خلاف ما يتمنون لنا في العيد وسائر الايام!
ويقول المواطن علي محمد إنه "اشعر دوما بأني أجد الصعوبة في التسامح والعفو عن الآخرين عندما يخطئون بحقي وذلك بسبب جرحاً لن اتمكن من تجاوزه، فضلا عن هناك سبب وجيه وراء ذلك، وقد لا يكون هو ما نعتقده".
ويقول الدكتور في علم النفس غانم العريبي إن "التسامح يحتاج إلى نقاء داخلي حقيقي بعيدأ عن المظاهر التي دوما نتعامل بها ولا تعد في محل مجاملة بل نفاق أو الحال يبقى كما هو دون أي اجر أو ثواب لقاء مسامحتك الظاهرية".
وأضاف أن "في أغلب الأحيان، هناك مواقف نعتقد فيها أننا سامحنا أحدهم ولكننا لم نفعل حقاً، ويعاودنا الشعور بالضيق والاستياء في كثير من الأحيان وهذا دليل على اننا لم نسامح ولم نصل إلى درجة التسامح المتعارف عليها والعادات الموروثة".
ويقول المواطن حاتم حسين إن "اليوم نفقد الكثير من الأساسيات وحتى التسامح المعروف الذي اعتدنا عليه بروح نقية خالية، إلا أنه اليوم الشخص المخطئ بحقي يعد عند مسامحتي له انتصارا بالنسبة له، مما يسبب بجرح أخر".
ويقول الدكتور فاضل علي إن "مفهوم التسامح يشير إلى قيام طرفٍ ما بما يتراوح بين القبول الإرادي، على مضضٍ، والتقبل الطوعي، بكل طيب خاطرٍ، لأمرٍ ما أو طرفٍ آخر، على الرغم من وجود نفورٍ نفسيٍّ تجاه هذا الأمر أو الطرف، أو وجود تقييم أخلاقيٍّ أو معرفيٍّ، سلبيٍّ له، لدى الطرف الأول، وعلى الرغم من امتلاك الطرف الأول القدرة الفعلية على عدم التسامح مع الطرف الثاني، أو عدم السماح بحدوث هذا الأمر أو بوجوده، ووفقًا لهذا التعريف، يختلف التسامح عن التعصب، من جهةٍ أولى، وعن الخضوع القسري للآخر، من جهةٍ ثانيةٍ، وعن اللامبالاة، من جهةٍ ثالثةٍ. ومن المفيد الإشارة إلى الاختلاف الكبير بين التسامح والمسامحة على الرغم من جذرهما اللغوي المشترك. فعلى خلاف التسامح، تعني المسامحة الصفح عن خطأ قام به الآخر في حقنا سابقًا."
ويقول الاستاذ الجامعي عدي أحد إن "اليوم لا نشهد تسامحا وبالخصوص في أيام العيد الذي يحمل أسمى مشاعر المحبة والتسامح والتصافح، بل عملية حرب تسامحية على المستوى الظاهري فقط".
وفي سياق ذلك يقول المواطن عمر خالد إن "المسامحة تحتاج إلى فعل حقيقي وهذا من الصعوبة فعلها لانه حقيقة في اشخاص سببوا لي الكثير من الألم وراحتي تعد في مخاصمتهم، ومسامحتي لهم ملح على جرحي".