٢٦ مليار دولار شراء الهند لنفط العراق
25-ابريل-2022

علي خلف / صحفي وباحث
بلغت كميات النفط العراقي المصدرة الى الهند ٢٦ مليار دولار خلال عام ٢٠٢١ ، تجسد تاريخ رصانة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية والاجتماعية ، بين الهند والعراق تعود الى بداية سنوات الخمسينات ، ووصل خلال الستينات الى اعلى مراحل التطور ، وتصاعدت ابان التنمية الشاملة التي حدثت بالبلدين في السبيعنيات .
موقف الهند من الحرب العراقية الايرانية ، وازمة العراق والخليج والغرب ، بعيد عن الوقوف لصالح دولة ضد الاخرى ، وتتصاعد اواصر العلاقات الى حد ان الهند والصين تشتري ٨٩ بالمئة من النفط العراقي المنتج سنويا .
رغم ان النفط الروسي وانواع الوقود الامريكي تقدم وتباع باسعار مخفضة الى الهند ، لكن جودة النفط العراقي باحتواء الحقول الجنوبية على كميات قليلة من الشحوائب وارتفاع نسبة النقاوة ، وتفضل نفط الحقول الشمالية رغم ثمنه الباهض ، لكون النوعيات التي يحتويها من الكبريت نادرة عالميا ويصنع منها بانزين الطائرات ووقود مكائن نوعية العمل ، وعمل الشركات الهندية النفطية في حقول جنوب العراق بمحافظات البصرة وميسان ، له اثره وواضح بمستوى قوة العلاقات واهتمام البلدين بالاخر ، ومنح بعضهم البعض الافضلية لكل المستويات .
الطرق والجسور المشيدة في العراق شاهد على جودة الصناعة والاستثمار والتجارة الهندية ، مثل طريق بغداد البصرة الاول ، وايضا جسر ونفق في مدينة الحلة ، وبنايات مستشفيات ، وخطوط السكك القطار التي تمتاز الهند بكفاءة الانشاء والعمل ، ولعل المستشفيات والادوية الهندية وسفر العراقيين من سنوات مضت الى المدن الهندية ، شاهد على قدرات وامكانيات علمية للكادر الطبي والتمريضي .
حولت الهند تلك الدولة الشعبية البسيطة امكانياتها الصناعية والزراعية والثقافية والتجارية ، الى بلد مهم استطاع احتواء الديانات والقوميات والمذاهب الواسعة المتعددة ، وجعل من السكان المليون ونصف نسمة تقريبا ، ثاني اكبر تعداد سكان في العالم بعد الصين ، عبارة عن دوائر الكترونية ميكانيكية تعمل وتنتج وتحقق الازدهار ، ولا يمكن ان تجد الازمات والمشاكل موطئ قدم بتلك الدولة الهادئة الجميلة .
يتمنى شعب العراق من الحكومات العربية وبلدان الشرق الاوسط ، ان تسير بطريق افكار وتنمية الهند ، التي تساعد وتساند وتتعاون مع البلدان النامية ، وتعتبر علاقتها مع الشرق رقم واحد ، ويتطور الاقتصاد العراقي ليعالج مشكل البطالة والفقر .